• صاحب المنشور: عبد المهيمن بن زيدان
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصرنا الحالي، أصبح المجتمع العالمي أكثر اعتمادًا على التقنيات الرقمية بكثير مما كان عليه قبل عقود. هذا التحول قد جلب معه العديد من الفرص والتطورات الإيجابية، لكنه أيضًا طرح تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. هذه القضية ليست مجرد مسألة اختيار شخصية؛ فهي تتصل مباشرة بالرفاهية العامة للأفراد والمجتمع ككل.

مع وجود الإنترنت والأجهزة الذكية علينا طوال الوقت تقريبًا، فقد اختلط الخط الفاصل بين وقت العمل ووقت الاسترخاء. يمكن للموظفين الآن البقاء متصلين بأعمالهم خارج ساعات الدوام الرسمية، وهو أمر غالبًا ما يستغلونه مشغلي الأعمال لزيادة الكفاءة والإنتاجية. ولكن، هل يعتبر ذلك مفيداً حقاً؟

التكاليف غير المرئية

رغم الزيادة الواضحة في إنتاجية بعض العاملين بسبب القدرة على العمل عن بعد والاستجابة للرسائل الإلكترونية خلال الأوقات الهادئة، فإن هناك تكلفة غير مرئية لهذه الطريقة: الصحة النفسية والعقلانية للعامل. الدراسات تشير إلى زيادة معدلات القلق والأرق واضطراب النوم وغيرها من الحالات الصحية المرتبطة بالإجهاد نتيجة للتواصل المستمر مع العمل.

الأخلاقيات المهنيّة وقيم الشركات

يتعين على الشركات إعادة النظر في أخلاقياتها العملية لتشجع بيئات عمل صحية وتدعم تحقيقات التوازن الجيد بين العمل والحياة الخاصة. هذا يعني تحديد حدود محددة لساعات العمل وإعطاء الأولوية للراحة والاستجمام. كما أنه يشجع على ثقافة الأمان الوظيفي الذي يحترم حقوق الموظفين ويضمن لهم قدرًا مناسبًا من الوقت للاستمتاع بالحياة خارج نطاق عملهم.

دور الأفراد وأصحاب القرار

على الجانب الآخر، يجب على الأفراد أن يتعلموا كيفية ضبط الحدود الرقمية وأن يضعوا توقعات واقعية لأنفسهم ولزملائهم بشأن ردود الفعل الفورية لكل رسالة أو مكالمة. إن تعلم كيفية فصل oneselfعن البيئة الرقمية أثناء فترات الراحة هو مهارة أساسية في القرن الحادي والعشرين.

باختصار, إعادة تعريف التوازن بين العمل والحياة الرقمية يتطلب جهود مشتركة بين الشركات والفرد نفسه. إنها ليست مجرد قضية فردية بل هي قيمة اجتماعية كبيرة ينبغي الاعتراف بها ورعايتها.