من مذكرات محمد نجيب
اللقاء الاخير بين الملك فاروق و اللواء محمد نجيب 26 يوليو 1952 .
كان في نيتي أن أكون في وداع فاروق عند مغادرته قصر رأس التين , لكن اذدحام الناس حولي عطل مروري , كما أن سائقي ضل الطريق و توجه الي ميناء خفر السواحل بدلا من أن يتجه الي الميناء الملكي .
يتبع https://t.co/3UdJMNxZkq
و لما عدنا الي الطريق الصحيح كان الملك قد توجه الي المحروسة منذ 4دقائق , أي في 6 تماما حسب الانذار
عزف السلام الملكي و تقدم الملك الي المحروسة و أختلطت اصوات المدافع بصوت بكاء الخدم و الحاشية
و سألني علي ماهر :- ماذا ستفعل الآن بعد أن وصلت متأخرا ؟
سأذهب لوداعه علي ظهر المحروسة
وأخذت لنشا حربيا دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد الحربية وحذرني زملائي من الصعود علي اليخت ربما اطلق علي أحد اتباع الملك الرصاص
فقلت :- قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
وصعدت الي المحروسة كان الملك ينتظرني
أديت له التحية العسكرية فرد عليها
و مضت فترة سكون .سكون ثقيل كأنه
جبل .
فمن الصعب انسانيا أن تودع ملك كان يملك الكل و يحكم كل شئ قبل أيام قليلة , وكان من الممكن أن يعتقلني أو يقتلني أحسست أن هزيمة فاروق كانت قاسية جدا كان ثمنها انهيار السلطة و النفي بعيدا عن الوطن
كانت مشاعرنا بالتأكيد في هذة اللحظة متناقضة .
و مر الصمت الذي كان يسيطر علينا
و يحكمنا و يربك أنفسنا و يجعل الكلمات عاجزة عن الحركة علي شفاهنا و قلت له :-
أفندم .أنت تعرف انني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته عام 1942
" عندما حاصر الانجليز قصر عابدين بالدبابات و أجبروا الملك فاروق علي تعيين النحاس باشا رئيسا للوزراء كان نجيب يخدم في الحرس الملكي
يتبع