- صاحب المنشور: آدم الرشيدي
ملخص النقاش:تشكل أزمة الثقة المتزايدة بين فئة الشباب العربية والحكومات تحدياً كبيراً يواجه مجتمعاتنا اليوم. هذا الانفصال الفكري والنفسي له جذور متعددة ومتشابكة تتطلب دراسة عميقة لفهمها وتقديم حلول فعالة. يعاني الشباب العرب من مجموعة معقدة من القضايا التي تعكس عدم الرضا العام عن الأنظمة السياسية الحالية، والتي تشمل:
القضايا الاقتصادية
تُعتبر معدلات البطالة المرتفعة وعدم المساواة الاجتماعية المالية من أهم الدوافع لأزمة ثقة الشباب بالسلطات التنفيذية. غالبًا ما يشعر الطلاب والخريجون بأن الحكومة تخذلهم عندما يتعلق الأمر بتوفير فرص عمل مناسبة أو دعم التعليم والتدريب المهني الذي يمكن أن يساعدهم على دخول سوق العمل بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع تكلفة المعيشة وضعف الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم تُعد عوامل مساهمة أخرى تزيد من شعور اليأس لدى هذه الفئة.
القضايا السياسية
يواجه شباب المنطقة أيضاً قيوداً بائسة على الحقوق المدنية الحريات الأساسية ضمن نطاق السياسات الحكومية. إن التقييد غير العادل للحريات الصحفية والإعلامية يحجب المعلومات الضرورية ويمنع التعبير الحر للمعتقدات والمظالم الشخصية والجماعية. كما يُنظر إلى الحملات الانتخابية المشكوك بها والنظام السياسي المُركز للغاية الذي يؤدي إلى حكم طويل المستقبل لعائلات وأسر محددة بصفته جزءًا مما يسمى "الفساد".
التنمية الثقافية والفكرية
في العديد من المجتمعات العربية، يوجد اعتقاد عام بأن الجيل الأصغر ليس لديه تمثيل مناسب داخل الإطار الثقافي والقانوني. حيث يبدو وكأن القرارات المهمة تصنع بعيداً عنه ولا تأخذ رأيه بعين الاعتبار عند اتخاذها؛ وهذا عامل مهم آخر يساهم في خلق الشعور بالعزلة وانقطاع التواصل بين الشعب والنخب الحاكمة.
الحلول المحتملة
للتغلب على تلك العقبات واستعادة علاقات بناءة قائمة على الاحترام والثقة، يجب النظر في عدة اتجاهات استراتيجية رئيسية:
- إصلاح سياسة اقتصادية: ينبغي التركيز على تحسين البنية التشريعية التي تدعم نمو الشركات الصغيرة وتوفر بيئات عمل محفزة تستجيب لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة ومن مختلف المجالات. وستكون هناك حاجة أيضًا لمعالجة مشاكل الفساد والاستبداد المؤسسي للوصول لحلول عملية أكثر واقعية.
- تحقيق الإنصاف الاجتماعي: يتعين منح الأولوية لتحقيق المزيد من التوزيع العادل للموارد وتعزيز خدمات عامة أفضل وجودتها لتخفيف عبء الظروف الاقتصادية الصعبة وتحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين خاصة منهم ذوي الدخل المنخفض والأقل حظوظًا.
- تمكين حقوق الإنسان والديمقراطية المحلية: عبر تشجيع مشاركت أكبر للشباب وتمكين أصواتهم وإعداد برامج دمج واسعة لهم داخل مجالس الحكم المنتخب وغير منتخبيها ويمكن لهذه الخطوة أن توفر فرصة هائلة لإحداث تغيير اجتماعي شامل نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً وخضوعًا لقيم المواطن الأصيلة.
- تنمية مهارات جديدة ومستدامة: يعد تطوير قدرات الكوادر البشرية الحديثة أمر حيوي للتكيف مع التحولات السريعة للغد الجديد وهو عالم رقمي بات فيه الذكاء الاصنطاعي أحد ركائزه الاساسية ويتوقع أنه سيكون كذلك خلال العقود التالية. وهذه