في التعاملات اليومية مع غير المسلمين، سواء كانوا ذميين أو يقيمون ضمن مجتمع مسلم، يجب على المسلم مراعاة عدة جوانب محورية تشمل دعوتهم للإسلام، عدم الظلم، التعاون الاقتصادي، تبادل التحايا بشكل رديف وليس بادئة، وكذلك احترام الجيران وحقوقهم. هذه هي الرؤية العامة المستقاة من الفتوى التي قدمها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.
دعوة غير المسلمين هي أحد أهم الأشياء التي يمكن القيام بها بحسب تعليماته صلى الله عليه وسلم؛ كالدعاء إلى طريق الخير والإرشاد إلى سبيل الهداية. ليس هناك أجور تضاهي تلك المرتبطة بإرشاد شخص آخر نحو الطريق المستقيم. كتب الإمام أحمد عن قول النبي: "من دلَّ على هدى فله مثل أجر من عمل به". يبقى هذا العمل العظيم قائماً حتى وإن اختار البعض مسارات أخرى.
وبالنسبة للتزامات المعيشة والمالية، فإن المسلم مطالب بحماية حقوق الآخرين بغض النظر عن دينهم. وهذا يشمل كل شيء بدءاً بالتجارب التجارية والمشتريات وحتى التركات المالية والأراضي وغيرها. واقعة تاريخية موثقة تثبت ذلك عندما توفي الرسول الكريم وقد ترك درعه كرهاً لدى صاحب محل مجوهرات يهودي مقابل سد حاجاته المنزلية.
بالانتقال لتبادل التحية، فليس للمسلمين البدء بها إلا اذا ابتدأت بهم اولاً حسب حديث نبوي شريف اشار الى انه "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسّلام." اما برد التحية فعند بداية التحية منهم عليها الردّ.
بالإضافة لهذه الأمور الأساسية، يكفل الدين الاسلامي أيضا حقوق الجوار والتي تتضمن الرحمة والعناية خاصة ممن هم فقراء ومحتاجين بغض النظر عن جنسياتهم او معتقداتهم الدينية. هذا الأمر واضحٌ تمام الوضوح من خلال قوله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم "ولا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وكذلك تناقلتها الروايات حول حالة زوجة أبي بكر الصديق حين طلبت المساعدة أثناء فترة المصالحة بين القوميين والحجاج وكانت مازالت تنتمي للدين القديم, اذ استشعر فيها أبو بكر روح الإنسانية وساعدها بناء علي أمر سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام والذي وجه الاصحاب بان يتم لها الخدمه اللازمة وان تقوم ام المؤمنين بتلبية ندائها.
أما الاحتفالات الخاصة بالأعياد؟ فالرسالة واضحة هنا ايضا فهي تجنب الاتصال بالمشاركة المباشره لحظات الفرح والدعم الاجتماعي الخاص بمناسباتها الخاصة باعتبار أنها تخالف العقيدة والقيم المركزية للإسلام. لكن تقديم التعازي العامّة والاستعداد لمساعدة المحتاجين يعد خيارات مناسبة ومتوافقة مع روح الأخلاق الإسلامية الراسخة.