من أحسن وأبلغ ما قرأت في وصف هذا الوباء
جعلتَ سلاطينَ الوَرى في المحاجِرِ
ولو لم يُطيعوا سقتَهم للمقابِرِ
وكلٌ عزيز كان قبْلُ مُعَظَّمًا
غدا حينَ وافيتَ الورى جِدَّ صَاغِرِ
تَسَوَّرْتَ سُورَ الصِّينِ لستَ مُباليًا
بما الصينُ تَحْوِي من عظيمِ العساكرِ
وجئتَ بلادَ الفرسِ وهي منيعةٌ
فلم يُجدِ ما قد جمَّعتْ من بَوَاتِرِ
وجُبتَ أورُبَّا غربَها وجنوبَها
فدارتْ عليها دائراتُ الدوائرِ
تَخَيَّرْتَ رُومَا للمقامِ وإنها
لمحبوبةٌ رُومَا إلى كلِّ زائرِ
إليكَ تُؤَدِي لا إليها شوارعٌ
قديمًا تُؤَدِي نحوَها كلَّ عابِرِ
فهَذِي أورُبَا قد تهاوَتْ جميعُها
وإفْرِيقِيَا تنجُو بقدرةِ قادِرِ
ودُستَ آمَرْكا وهْيَ تَحْسِبُ نفسَها
رِيَاحًا ولكنْ كنتَ مثلَ الأعَاصِرِ
فأخْضَعْتَها قَسْرًا لحُكْمِكَ عَنْوَةً
وقبْلَكَ لم تَخْضَعْ لدَوْسِ الجبَابِرِ
وأنتَ على الأبصارِ تَخْفَى فما تُرَى
فلستَ تُرَى إلا بلحظِ البصائِرِ
هُمُ مَكَروا مَكْرًا فأُرْسِلْتَ نحوَهم
فرَدَّ عليهم مكرَهم خيْرُ ماكرِ
إلهي قِنَا فيروسَ كُورُونا إننا
ضعافٌ وما نَقْوَى لصَدِّ المخاطِرِ
فَفَرِّجْ إلهي فالمساجدُ عُطِّلَتْ
و عُطِّلَ ذِكْرُ اللهِ عندَ المَشَاعِرِ
ولم يُجْدِ تِرْيَاقٌ ولم يُغْنِ مَرْهَمٌ
وصارَتْ قُلوبُ الناسِ عندَ الحَنَاجِرِ
فذلك حالُ الناسِ ظاهرَ أمرِهم
وأعظمُ ما يخفونَه في السرائرِ