- صاحب المنشور: منتصر الحمامي
ملخص النقاش:
النقاش:
يجمع هذا الحوار متعددي الآراء حول موضِع يحمل اسم "التفاخر بالذوق الراقي ليس ملكا لأصحاب العطور الأصلية". يؤكد المتحدث الأول، منتصر الحمامي، أنّ التركيز غير المنضبط على "العطور الأصلية" يمكن أن يقود إلى الإغفال عن جوانب أخرى هامة في عملية اختيار وتجريب هذه المنتجات. يشرك منتظر جمهوره بتساؤلات مستنيرة تشجع على البحث عميقا تحت سطح الرموز الظاهرية للثروة والتي غالبا ما تُرتبط بالعطور.
تضيف مساهمته الثانية، وهي تعليق مثبت، طبقات جديدة لهذا الحديث إذ يلفت انتباه الجمهور نحو قضية أكبر تتمثل في عدائيات الثقافة الاستهلاكية المعاصرة. بينما يعدّ معظم الأشخاص العطر الأصلي كنجمة لامعة في عالم المصممين المعروفين، إلياس يسعى لإحداث تغيير في هذا الاعتقاد الثابت عبر تسليط الضوء على وجود بدائل ذات قيمة مماثلة وقد تتخطاها أيضا. فهو يدافع بشدة عن موقف مفادُه بأنه حتى لو كانت العُطر التقليدية تحمل رسالة ضمنية حول الوضع الاجتماعي، فإن التجارب النفسية والجسدية المرتبطة بها هي المفتاح الحقيقي للسعادة الشخصيَّة.
وتظهر رؤية مشتركة عند جميع المتحاورين بعد فترة قصيرة من دخول كل منهم لساحة المناظرة. توصيف نور اليقين بن عاشور الدقيق للحالة العامة للأمر حيث يتحدث بصريح العبارات عن سوء استخدام العطور كمرادفات مادية للإنجازات الاجتماعية. ثم تطورت الصورة بمشاركة فايزة القروي حين سلطت الضوء بقوة على جانب آخر وهو دور المجتمع المحيط بإعطائه وزن كبير لما يسمونه "المنتجات عالية المستوى". لكنها تدعم أيضاً الحقائق المقترحة سابقاً بإشارة واضحة إلى الفرص الواسعة أمام الأفراد الذين يستطيعون تحقيق الرخاء دون اللجوء لشراء ماركات مكلفة للغاية. تؤكد الأخيرة بأن فهم السبيل الأمثل للاستمتاع بالعيش بجدارة ويتضمن إدارة فعالة للأموال الشخصية والاستعداد للتجديد المعرفي لفكرة التسوق بشكل عام.
لم يكن التصريح الأخير لـميلا بن زروق مختلف كثيرا بالنسبة لعناصر التحليل السابق باستثناء إدراج عامل جديد نسبيا وهو الجانب العلمي والفني الخاص بكيفية صنع وإنتاج أنواع مختلفة من العطور المختلفة. كما أعرب المؤلف الرابع بحذر نوعا ما عن مخاويه بشأن التقليل من قدر أي سلَع مبنية على أسماء أو تراث تاريخيين متعلقان بهذا القطاع الناهض يوماً بعد يوم وسط الطفرة الاقتصاد العالمية الحديثة. ويصف بالدقة عدم وجود حل واحد صالح لكل شخص لكنه يؤكد مجددا التأثير الكبير لهذه الأنواع الجديدة من الأصناف اقتصادياً وكذا ثقافيا واجتماعياً كذلك.
تجتمع هذه المحادثات القصيرة حول محور رئيسي يرسم الحدود بين اثنتين من التصورات الرئيسيتان: الأولى تمثل معتقد المسوقون والمغرَّرون بهم والذي يقول بأن تكلفة السلعة الخارجية تحدد مدى رقي صاحبها وثرائها داخليا وخارجيا؛ أما الرسم البياني الثاني فتكون فيه القرار النهائي للمشتري مبنىٌ أساساًعلى القضايا الرئيسية كالراحة والرضا النفسي والقيمة الذاتية مقارنة بفوائد وشروط استخدام المنتج نفسه.