- صاحب المنشور: عبد الحق الدرقاوي
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي المتسارع, لعبت التكنولوجيا دوراً محورياً في تغيير شكل وأسلوب العملية التعليمية. هذه الثورة المعلوماتية قد فتحت أبواباً جديدة للتعلم غير محدودة وغير تقليدية، مما جعل التعلم متاحاً أكثر لكل شخص في أي مكان وفي أي وقت. ولكن مع كل هذه الفرص الكبيرة تأتي تحدياتها الخاصة.
أولاً، من المؤكد أنه يمكن للتكنولوجيا تعزيز تجربة الطالب بطرق عديدة. الروبوتات والأجهزة الذكية توفر بيئة تفاعلية غنية بالمعلومات، حيث يمكن للطالب الاستفادة من الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، المحاكاة، التمارين الافتراضية والعديد من الأدوات التعليمية الأخرى التي تدعم فهم المفاهيم الصعبة وتزيد من حماس الطلاب نحو المواد الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الإنترنت مصدرًا هائلاً للمواد الداعمة مثل الفيديوهات والشروحات الصوتية والكورسات عبر الإنترنت التي يمكن الوصول إليها مجاناً أو بتكاليف زهيدة مقارنة بالمقررات التقليدية.
ثانياً، هناك جانب سلبي محتمل لهذه الثورة التكنولوجية وهو الانعزال الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين نتيجة الاعتماد الزائد على المنصات الإلكترونية. فقد يؤدي هذا إلى نقص التواصل الشخصي الذي يعد أساسيا لتكوين العلاقات الاجتماعية القوية داخل المجتمع المدرسي. أيضا، هناك خطر زيادة استخدام الألعاب الإلكترونية والمواقع الاجتماعية خلال ساعات الدراسة والتي قد تتسبب في انخفاض تركيز الطالب وانشغاله بعيدا عن المهام الأكاديمية الحيوية.
من هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية والمعلمين في إدارة التحول نحو التعلم الرقمي بصورة مستدامة. يتطلب الأمر استراتيجيات فعالة لتحقيق توازن مناسب بين الفوائد والسلبية المحتملة. ومن الأمثلة الجيدة لذلك تقديم دروس هجينة تجمع بين التدريس التقليدي والاستخدام المدروس للتكنولوجيا لتعظيم فرص نقل المعرفة والحفاظ على بيئة تعلم صحية ومحفزة اجتماعيا.
باختصار، بينما تقدم التكنولوجيا العديد من الفرص لتحسين جودة التعليم وزيادة قدرته على الوصول، فإنه ينبغي علينا التصدي للتحديات المرتبطة بها بشكل فعال للحصول على أفضل النتائج للحاضر والمستقبل.