- صاحب المنشور: رابعة المنوفي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع التطور التكنولوجي، أصبح دور التعليم العالي أكثر أهمية منه أي وقت مضى. مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، تشهد الجامعات والكليات حول العالم تحولات كبيرة تتطلب تقديراً جديداً للدور الذي يلعبه هذا التقني الجديد. هذه القطعة ستستعرض بعض التحديات والتوقعات الرئيسية التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية بينما تسعى للتكيف مع هذا الواقع الجديد.
التحدي الأول: القدرة على الوصول للمعلومات
مع توفر كم هائل من البيانات عبر الإنترنت، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير فرص جديدة لتحسين كفاءة البحث العلمي واسترجاع المعلومات. إلا أن ذلك يتطلب أيضاً إعادة النظر في كيفية تنظيم المكتبات والموارد الإلكترونية داخل الحرم الجامعي لتلبية احتياجات الطلاب والعاملين الذين أصبحوا معتادون على الحصول الفوري والسريع للمعلومات. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضرورة متزايدة لتنمية مهارات الطلاب في التفريق بين المعلومات الصحيحة وغير الصحيحة خاصة في ضوء تلاعب الأخبار الكاذبة بالأدوات الذكية.
التحدي الثاني: تعليم ذكي ومخصص
يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول مبتكرة لتحقيق التعلم الشخصي والمخصص بناءً على أداء كل طالب واحتياجاته الخاصة. ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحديث البرامج الدراسية وأساليب التدريس لإشراك الطلاب بطريقة تفاعلية ومنظمة وجذابة. كما أنه يحتاج تطوير نماذج تعليمية تستطيع الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأمان وبما يدعم الأهداف التربوية والأخلاقية الأساسية.
التوقع الثالث: التعليم المستمر مدى الحياة
من خلال الأدوات الذكية مثل الروبوتات الدردشة الآلية أو المنصات التعليمية عبر الانترنت، يتاح الآن أمام الأفراد فرصة الحصول على تعلم مستمر طوال حياتهم. وقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري لأشكال والحاجة التقليدية للحصول على الشهادات الأكاديمية المعتمدة. سيحتاج المعاهد ذات الصلة لأن تقوم بتحويل تركيزها نحو تمكين المهارات العملية العملية ومعايير قبول العمل الجديدة المرتبطة بالمهارات القابلة للتطبيق وليس مجرد شهادات جامعية.
التوقع الرابع: جيل جديد من الوظائف
إن دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التوظيف قد يساهم بشكل كبير في إنشاء وظائف جديدة لم يكن لها وجود سابقا. حيث سيكون هناك طلب متزايد على محترفين قادرين على إدارة وصيانة وصنع استراتيجيات قائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن بيئات مختلفة سواء كانت أكاديمية أم غيرها. وهذا يعني ضرورة تبني المناهج الحديثة ودمج دورات متعلقة بهذا المجال الواعد منذ بداية مسار التعليم الرسمي حتى نهاية الرحلة الأكاديمية لكل طالب.
هذه ليست سوى أمثلة قليلة لكيفية تأثير الثورة الرقمية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي على قطاع التعليم العالي. لكن يبقى واضحا أنها تحمل العديد من الفرص والتحديات المشتركة والتي تحتاج جميع الأطراف المعنية – بما فيها الحكومات والشركات التعليمية– للاستعداد والاستعداد لها جيدًا لفهم وإدارة أفضل لهذه الفترة الانتقالية الهامة.