- صاحب المنشور: دنيا بن الشيخ
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتسارع الذي تتداخل فيه التقنية مع كل جوانب حياتنا, أصبح التأثير المحتمل للتكنولوجيا على صحتهم النفسية موضوعاً هاماً بالنسبة للعديد من العلماء والباحثين. بينما توفر التكنولوجيا العديد من الفوائد مثل سهولة الوصول إلى المعلومات، التواصل العالمي، وتحسين الكفاءة، إلا أنها قد تحمل أيضاً تحديات غير متوقعة خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية.
أولى الدراسات الحديثة تشير إلى احتمال ارتباط استخدام الأجهزة الرقمية بمستويات أعلى من القلق والاكتئاب بين فئة الشباب. هذا يمكن تفسيره بعدة طرق؛ أولها هو "الإدمان" الضمني للأجهزة الذكية حيث يقضي الكثيرون ساعات طويلة يومياً أمام الشاشات مما يؤدي إلى اختلال التوازن في الروتين اليومي وتقليل الوقت الذي يتم قضاؤه في الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات الشخصية. ثانياً, الضغط الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يستطيع خلق مشاعر عدم الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات عند مقارنة الحياة الحقيقية بالحياة المصورة أو المثالية التي يروّج لها الآخرون.
بالإضافة لذلك، هناك قضية أخرى وهي الخصوصية والأمان السيبراني. التعرض المستمر لمشاكل الخصوصية أو الهجمات الإلكترونية يمكن أن يساهم في زيادة الشعور بالقلق والخوف لدى المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، بعض التطبيقات والإعلانات تستغل نقاط ضعف الإنسان لاستغلال عواطفه، وهذا أيضا له تأثيرات نفسية سالبة.
مع ذلك، ليس كل شيء سلبي. استخدمت تقنيات العلاج النفسي الحديثة مثل Chatbots ومجموعات الدعم عبر الإنترنت لتحسين الوصول للعلاج النفسي وبالتالي المساعدة في تحسين الصحة النفسية للشباب. كما ساعدت المنصات التعليمية والدروس عبر الإنترنت الطلاب على تعزيز مهاراتهم وتقوية ثقتهم بأنفسهم بطرق لم تكن ممكنة قبل ظهور هذه الأدوات الرقمية.
وفي الخلاصة، فإن التوازن مهم في عصر التكنولوجيا الحالي. ينبغي لنا كأفراد وشركات وأسر العمل نحو تعليم أفضل حول كيفية الاستخدام الصحيح لهذه الأدوات وتعزيز مفاهيم الصحّة النفسية بين شبابنا لحماية مستقبل أكثر سعادة واستقرارًا لهم ولجميع المجتمعات.