- صاحب المنشور: عثمان السمان
ملخص النقاش:في عالم يتزايد فيه الوعي حول التغير المناخي والتهديدات التي يواجهها كوكبنا, يُصبح موضوع الاستدامة البيئية أكثر من مجرد قضية أخلاقية - إنه الآن عامل حاسم يؤثر مباشرة على الأوضاع الاقتصادية العالمية. هذا التأثير المتعدد الجوانب يستحق التحليل العميق لتحديد كيف يمكن لهذه القضية أن تشكل مستقبل اقتصاديات الدول المختلفة.
من الناحية الإيجابية, الاستثمار في الطاقة المستدامة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد خلق فرص عمل جديدة وأدى إلى نمو الصناعات الجديدة. بحسب تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية, فإن قطاع الطاقة المتجددة لديه القدرة على خلق حوالي 24 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030. هذه الوظائف غالبا ما تكون ذات رواتب عالية وتتطلب مهارات خاصة، مما يساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المحلية.
التكلفة الاقتصادية للبيئة غير المستدامة
من الجانب الآخر, هناك تكلفة اقتصادية كبيرة مرتبطة بتدمير البيئة. الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية مثل الأعاصير والجفاف والأحداث الجليدية المتكررة تسبب خسائر مادية هائلة. وفقا لـ United Nations Environment Programme, بلغت الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية بين عامي 1998 و 2017 نحو $766 مليار أمريكي. بالإضافة إلى ذلك, الصحة العامة هي أيضا معرضة للتأثيرات الضارة للامتناع عن الاستدامة البيئية. الأمراض المنقولة عبر الحشرات مثل الملاريا والدوسنتاريا ترتفع مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وهذا بالطبع له تأثير مباشر على الرعاية الصحية والنفقات الحكومية.
القرارات الحكومية والاستدامة البيئية
دور الحكومة هنا حيوي. السياسات الداعمة للاستدامة مثل العقوبات الضريبية على الانبعاثات الغازية المكثفة، أو تقديم الدعم المالي للشركات الصديقة للبيئة، تلعب دورا رئيسيا. بلدان مثل الدنمارك وفنلندا تعتبر رائدة في مجال الاستدامة بسبب سياساتها الحاسمة. ولكن حتى البلدان الأكثر تطورا تواجه تحديات. الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها تسعى حاليا لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول العام 2050، إلا أنها كانت تحت إدارة الرئيس السابق ترامب تعارض بشدة الاتفاقية العالمية بشأن تغير المناخ المعروفة باتفاق باريس.
استنتاج
في النهاية, الاستدامة البيئية ليست اختيارا ثانويا للأعمال التجارية والحكومات, إنها ركن أساسي لأي خطة استراتيجية طويلة المدى. بينما نستمر في مواجهة نتائج عدم الاستقرار البيئي, ستصبح التوجهات نحو حلول مستدامة أمر ضروري ليس فقط للحفاظ على البيئة ولكن أيضا لحماية الاقتصاد العالمي.