التكلفة الاقتصادية لوباء كورونا: آثار طويلة الأمد على اقتصاديات العالم

### التكلفة الاقتصادية لوباء كورونا: آثار طويلة الأمد على اقتصاديات العالم كان لتفشي جائحة كوفيد-19 تأثيرات مدمرة على الاقتصاد العالمي. وقد أدت القيو

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    ### التكلفة الاقتصادية لوباء كورونا: آثار طويلة الأمد على اقتصاديات العالم

كان لتفشي جائحة كوفيد-19 تأثيرات مدمرة على الاقتصاد العالمي. وقد أدت القيود الصارمة المفروضة للسيطرة على الفيروس إلى انخفاض حاد في الإنتاج والاستهلاك، مما تسبب في ركود عالمي عميق. وفي حين قد تشهد بعض القطاعات انتعاشًا مع تخفيف القيود التدريجية واستعادة الثقة، فإن العديد من المؤشرات توحي بأن الاضرار التي لحقت بالاقتصاد ستكون كبيرة وطويلة الأجل.

أولاً، شهد سوق العمل اضطرابات غير مسبوقة بسبب فقدان الوظائف والإغلاق المؤقت لأعمال كثيرة. وفقا لمنظمة العمل الدولية، من المتوقع أن يواجه أكثر من 25 مليون شخص العاطلين عن العمل بحلول نهاية العام الحالي مقارنة بعام 2019. وهذا ليس فقط له تأثير مباشر على الأفراد والعائلات الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم الأساسية بل يؤدي أيضًا إلى خفض الطلب الكلي الذي يمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد التعافي الفوري.

ثانياً، ضرب الركود الشديد كل قطاع تقريبًا ولكن الأكثر تضررًا هي تلك القطاعات المعتمدة بشدة على الاتصالات البشرية مثل الضيافة والسفر والترفيه والمرافق الاجتماعية الأخرى. بالنسبة لهذه الصناعات، لن تكون عودة العميل كما كانت قبل الجائحة سهلة حيث يتطلب الأمر وقتاً طويلاً لاعادة بناء الشعور بالأمان والثقة بين الجمهور.

ثالثاً، هناك تحديات جيوسياسية واقتصادية كبيرة تتعلق بالسلاسل اللوجستية العالمية والتوزيع الجغرافي للمواد الخام والبضائع المصنعة. إن تعطيل هذه الشبكات المعقدة يمكن أن يخلق مشكلات مستقبلية محتملة فيما يتعلق بتوفير السلع الأساسية وتكاليفها بالإضافة إلى قدرتها على تحمل المخاطر المختلفة المرتبطة بالنقل الدولي للتجارة.

رابعاً، سيكون للعجز الحكومي الكبير الناجم عن الإنفاق الاستباقي لدعم الاقتصاد ملحوظاته الخاصة خاصة وأن الكثير من البلدان لديها ديون مرتفعة أساسياً بالفعل. هذا الوضع قد يقيد مرونة السياسات المالية ويجعل التعامل مع أي انتكاسات جديدة أصعب بكثير.

وأخيراً وليس آخرًا، سيحتاج الاقتصاد العالمي بأكمله إلى إعادة تصميم نفسه وفق نماذج عمل وأساليب إدارة مختلفة تعطي الأولوية لصحة الإنسان وللرفاه الاجتماعي ضمن منظور شامل للإدارة المستدامة للازمات الصحية والأزمات الاقتصادية المشابهة لها مستقبلاً. إنها فرصة لإعادة تعريف النظام الرأسمالي وتحقيق توازن أفضل بين الربحية والقيم الإنسانية الخالدة.

في النهاية، بينما يعمل العالم الآن جاهدًا لتحقيق الانتصار ضد كوفيد-19، فإنه يحتاج أيضاً لاستعداد متجدد لمواجهة الآثار الاقتصادية للجائحة والتي سوف تطارد مجتمعاتنا لعقود قادمة بدون اتخاذ إجراءات استراتيجية وشاملة اليوم.


حمادي الدرقاوي

3 مدونة المشاركات

التعليقات