شعار المرحلة كلمة ابن سيرين :"إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"، فكم من معلومات خاطئة، وتصورات مغلوطة، ومفاهيم فاسدة، وسلوكيات سلبية، نشأت بسبب تلقي الإنسان عن شخص غير مؤهل، ولو علم الناس حقيقة كثير من يتكلم وراء بعض الحسابات لما استشاره في وجبة عشائه فضلا عن أمر دينه.
يهوّن كثير من الشباب والفتيات من الأثر السلبي الذي يصلهم من متابعة بعض الحسابات المجهولة، سواء مجهولة في أعيانها أو رتبها، ولو بلغ عدد متابعيها ما بلغ، ولا يعلم كيف أن تلك المعلومات والجدالات والسلوكيات والروح العامة التي يغردون بها، تمتزج بشخصياتهم دون أن يشعرون…
فما يعيون إلا ويجدون أنفسهم يتلقون بعض آثارها السلبية بتلقائية لا يشعرون بها أولا بل يشعر بها من حولهم، ثم تظهر على شكل سؤالات وشبه، ثم يعيش زمنا يجادل عنها، ثم يكتشف أخيرا إذا تعلم قليلا مدى سخافتها، لكن بعد ماذا؟بعد أن نشر وأيد وخاض وجادل وخاصم، فإما أن يعود بحياء أو يستمر بكبر
وأقل ضرر يصل للإنسان من هذه الحسابات هو أن تُشغله عن الأهم والأولى في حياته، فتصرفه عن التعلم إلى الجدل، وعن التزكية إلى المخاصمة، وعن الكتب الجيدة والموضوعات الثرية، إلى توافه الأمور وصغيرها، فينظر بعد حين فيجد نفسه لم يحصل إلا نفوس غائرة وعقول خاوية ودعاوى عريضة لا أساس لها.
والعاقل من انشغل بخاصة أمره، وحرص على ترقية قلبه وعقله، واجتهد في تقويم سلوكه وفهم ما حوله، وخالط من يزيده إيمانًا وعقلا وعلما، وابتعد عن كل تلك السفاسف واجتهد في تحصيل الحقائق، ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال﴾.