• صاحب المنشور: الريفي الجوهري
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الرقمي المتسارع, أصبح الإنترنت والتطبيقات الذكية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. بينما توفر هذه التقنيات العديد من الفوائد مثل سهولة الوصول إلى المعلومات والترفيه والتواصل مع الآخرين، إلا أنها قد تحمل أيضاً بعض المخاطر المحتملة خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية. يركز هذا التحليل على كيفية تفاعل الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الهاتف المحمول وكيف يمكن لهذه العناصر أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على صحتهم النفسية.

الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي

تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي واحدة من أكثر أدوات الاتصال شيوعا بين الشباب حول العالم. وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة Pew Research Center، يقضي الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة حوالي 3 ساعات يوميا على وسائل الإعلام الاجتماعية. رغم كون ذلك وقتا طويلاً نسبياً، فإن الدراسات تشير إلى أنه عندما يصل الوقت الذي يتم قضاؤه في التصفح إلى خمس ساعات يومياً، تبدأ التأثيرات السلبية للخطر النفسي بالظهور. أحد الأمثلة الأكثر بروزًا لهذا الخطر هو "فوبيا فقدان الاتصالات" أو FOMO - وهو الشعور بالحزن والحسد عند رؤية حياة الآخرين المثالية ومُزينة عبر الإنترنت مقارنة بحياة الشخص الخاصة والمخفية خلف شاشة الجهاز. هذا النوع من القلق قد يؤدي إلى الاكتئاب والإجهاد واضطراب النوم وغيرها من المشاكل الصحية النفسية الخطيرة.

الأثر السلبي للتكنولوجيا الحديثة

بالإضافة إلى الأمر السابق ذكره، هناك عوامل أخرى مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة والتي تساهم أيضا في الضغط النفسي الشديد لدى فئة الشباب. فمثلا، الألعاب الإلكترونية الواقعية ثلاثية الأبعاد التي تستدعي التركيز المكثف للمستخدم وتعتمد عادة على نظام نقاط لتسجيل الإنجازات الشخصية؛ قد تقود البعض نحو إدمان تلك الألعاب مما ينتج عنه عزلة اجتماعية وانخفاض مستوى الرضا الحياتي العام. كما تلعب الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني دوراً هاماً في زيادة مستويات التوتر بسبب متطلباتها اللحظية للإجابة والاستجابة الفورية مما يخلق شعورا دائما بأن العمل أو الواجب لم ينته أبدا وبالتالي تحدّى العيش براحة البال والعقل الصافي.

الحلول المقترحة

بالنظر لأثار التكنولوجيا السلبية المحتملة على الصحة النفسية لشريحة كبيرة من المجتمع الحديث ومن ضمنهم جيل الشباب تحديداً، فإن اتباع استراتيجيات التعامل الصحية ضروري للغاية للحفاظ على رفاهيتكم الجسدية والنفسية. إليكم بعض النصائح العملية المستندة للدراسات العلمية:

* تنظيم الوقت: حدد فترة معينة خلال النهار لاستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بك واستخدم تطبيقات المساعدة في إدارة الوقت لمساعدتك على تنظيم جدول أعمالك اليومي بطريقة فعالة ومتوازنة.

* استراحات منتظمة: خصص فترات راحه قصيره كل ساعة أثناء جلستك الطويلة أمام الشاشة حيث يقوم جسم الإنسان بإنتاج هرمون السعادة الطبيعي المعروف باسم الدوبامين اثناء القيام بنشاط مختلف تماماً بعد مدة طويلة من الجلوس الثابت