في عالم اليوم سريع الخطى والمليء بالضغوط، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الصحة البدنية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحتنا النفسية. وقد سلطت مراجعة بحثية حديثة الضوء على الأدلة المتنامية التي تشير إلى فوائد ممارسة النشاط البدني المنتظم لصحتنا العقلية. تفحص هذه الدراسة مجموعة واسعة من الدراسات لتوضيح كيفية تأثير الرياضة والتمرينات المختلفة على الحالة الذهنية للإنسان وعلاقتهما بإيجابيات مختلفة مثل تقليل القلق والاكتئاب وزيادة الرفاه العام.
تشير نتائج البحث إلى وجود علاقة قوية بين مستويات عالية من النشاط البدني وتحسين الوظائف الإدراكية والقدرة على التعامل مع المشاعر الصعبة. يُظهر العديد من الأشخاص الذين ينخرطون بانتظام في تمارين رياضية معتدلة أو مكثفة انخفاضاً ملحوظاً في أعراض الاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، وجدت بعض التحقيقات أنه حتى وقت قصير نسبياً (حوالي 20 دقيقة) من التدريب يمكن أن يحدث تحسناً كبيراً في مزاج الشخص ومستوى طاقته خلال فترة زمنية قصيرة.
كما أكدت دراسات أخرى دور التمارين البدنية كمصدر فعال للمساعدة الذاتية للأفراد المصابين باضطرابات صحية نفسية معروفة مثل الفصام واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ويُعتقد أن الانخراط في نشاط بدني منتظم قد يحسن الأعراض لدى هؤلاء المرضى عن طريق تعزيز إفراز الدوبامين والنورإبينفرين - الناقلان الكيميائيّان الرئيسيان المرتبطان بالسعادة والاستقرار النفسي -.
بالإضافة إلى الآثار القصيرة المدى، فقد ثبت أيضاً أن للنشاط البدني دور مهم في الوقاية طويلة الأجل من أمراض الصحة النفسية وتطورها. وبالتالي فإن دمج الروتين المعتاد للتمرين ضمن نمط الحياة قد يوفر مصدر دعم أساسي لأولئك المعرضين لخطر خطر كبير لفقدان صحتِهِم العقليَّة وصوابها.
ختاماً، تؤكد تلك الاستنتاجات أهمية اعتماد نهج شامل للعناية بالنفس يشمل الجانبان البدني والعقلي للحفاظ على رفاهيتنا العامة. إن الجمع بين التمارين البدنية المناسبة وبرامج العلاج التقليدية يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لإدارة جميع حالات الصحة النفسية وتعزيز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس للأفراد ممن يعانون منها.