- صاحب المنشور: بهية بن جلون
ملخص النقاش:تواجه الدول العربية تحديات كبيرة فيما يتعلق باستدامة الزراعة؛ حيث يؤثر تغير المناخ والنمو السكاني المتزايد وندرة المياه على قدرتها على توفير الغذاء والأمن الغذائي. هذه القضايا تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة للحفاظ على القطاع الزراعي وضمان مستقبل غذائي مستقر. يعتمد هذا المقال على دراسة حالة لبعض البلدان العربية لتسليط الضوء على أهم المشكلات التي تواجهها وكيف يمكن التعامل معها.
التغير المناخي وأثره على الإنتاج الزراعي
أدى التغيرات المناخية إلى زيادة حدة الظروف الجوية قصيرة المدى مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات، مما أدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل وتلف المحاصيل. وبحسب تقرير للأمم المتحدة فإن المنطقة العربية شهدت زيادة بنسبة 2% في درجات الحرارة منذ عام 1970، وهذا له تأثير كبير على نمو النباتات واحتمالية انتشار الأمراض. عُمان مثلاً، والتي تعتبر واحدة من أكثر المناطق عرضة للجفاف، اضطرت إلى اعتماد سياسات مائية جديدة لتحسين كفاءة استخدام المياه العذبة وإدارة مواردها الطبيعية بشكل فعال.
تأثير النمو السكاني على الأراضي الزراعية
مع زيادة عدد السكان في العديد من الدول العربية، هناك ضغط متزايد على الأرض لاستخداماتها المختلفة بما في ذلك البناء والسكن والتوسع العمراني. وقد أدى ذلك إلى فقدان مساحات زراعية مهمة، خاصة وأن معظم الأراضي الخصبة موجودة بالقرب من المدن الكبرى. وفي مصر، أحد أكبر دول المنطقة سكانياً، يشكل الاستصلاح واستعادة الأراضي الصحراوية طرقا محتملة للتكيف مع هذا الوضع البيئي الجديد وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
نقص المياه: العقبة الأساسية أمام الزراعة المستدامة
تعاني أغلبية البلدان العربية من شحة المياه، إذ تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من أكثر مناطق العالم جفافًا وفقرًا بالمياه العذبة. ومع ارتفاع الطلب بسبب توسع السكان وانتشار الصناعة، أصبح الحصول على مياه ري جيدة نوعية أمرًا ضروريًا للزراعة المنتجة والمستدامة. تُظهر السعودية جهودًا رائدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للمياه عبر مشاريع تحلية وتحسين شبكات الري، لكن يبقى الأمر بحاجة لمزيدٍ من التنفيذ والاستثمار.
الحلول المقترحة
لتحقيق استدامة الزراعة في المنطقة، يقترح الخبراء مجموعة من الحلول العملية:
- تقنيات التحكم بالأمطار: تطوير نظم جمع وغمر وتوزيع المياه خلال موسم الأمطار للاستفادة القصوى منها.
- إعادة التدوير وتنقية المياه: تطبيق عمليات إعادة تدوير المياه الآمنة والصديقة للبيئة لأغراض الزراعة والري.
- زيادة كفاءة استخدام المياه: تشجيع استخدام وسائل الري الحديثة كالرشاشات الدقيقة وإدخال أصناف مقاومة للجفاف.
- البحث العلمي الزراعي: دعم البحث العلمي لتطوير محاصيل عالية الإنتاج وعالية الجودة وقادرة على تحمل ظروف الجفاف.
- التعاون الدولي: تبادل المعرفة والدراسات بين الدول العربية حول أفضل ممارسات إدارة الموارد الطبيعية.
<