- صاحب المنشور: حنان القروي
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) وتزايد اعتمادها عبر مختلف القطاعات، يتنامى الاهتمام حول تأثير هذه التقنية على البيئة. تشمل الآثار مجموعة واسعة من القضايا تتراوح بين استهلاك الطاقة والتلوث الإلكتروني والإدارة المستدامة للبيانات الضخمة. يهدف هذا التحليل إلى فحص الآثار البيئية للتكنولوجيا AI وكشف الحلول المحتملة للمعالجة.
استهلاك الطاقة والمصادر الأحفورية
واحدة من أهم المساهمات البارزة لـAI في العجز البيئي هي الطلب المتزايد على الطاقة. تُستخدم خوارزميات التعلم العميق وصناديق الحاسوب الضخمة للحوسبة الكمية، والتي تعد العمود الفقري لأدوات الذكاء الاصطناعي المعاصرة، كمية هائلة من الكهرباء لإجراء حساباتها. وفقًا لدراسة أجرتها شركة Oxford University, يمكن لبناء وإشغال مركز بيانات واحد أن ينتج نفس حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مثل مدينة صغيرة خلال عام واحد. ولذلك، فإن الانتقال نحو طاقة متجددة نظيفة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستدامة. كما أنه من الواجب علينا تطوير حلول كفاءة أكبر في استخدام الطاقة لحسابات AI.
التلوث الإلكتروني ومشكلة البيانات القديمة
عندما تصبح المنتجات والأجهزة المرتبطة بالتكنولوجيا AI قديمة أو غير قابلة للاستخدام، يتم التخلص منها غالبًا بطرق غير آمنة بيئياً. تحتوي هذه الأدوات عادةً على مواد سامة كالزئبق والكادميوم وبعض المواد المشعة، مما يساهم في مشكلة التلوث الإلكتروني العالمية. بالإضافة لذلك، يفرض نمو كميات ضخمة من البيانات المستمدة من الإنترنت الأشياء تحديًا آخر وهو الحفاظ عليها بعد انتهاء فترة صلاحيتها الوظيفية الأولية لها. وهذا يشكل عبء ثقيل على جهود إعادة التدوير والاسترجاع الصديقة للبيئة. لذا فهو ضروري تطبيق سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بإعادة تدوير واستعادة معدات AI المستخدمة سابقاً وتعزيز إجراءات جمع البيانات ذات العمر القصير عوضا عنها تخزين كل شيء لفترة طويلة بدون جدوى بيئية واقتصادية واضحة.
إدارة مستقبلة للإنتاج المعتمد على الذكاء الاصطناعي
للتقليل من التأثير السلبي لهذه التقنية الجديدة نسبيًا على عالمنا الطبيعي الحالي والمستقبلي؛ فقد بات واضحًا حاجتنا لمزيدٍ من الجهد البحثي والإبداعي لتطوير نماذج مبتكرة وأكثر صداقة مع الأرض لنشر تقنيات ذكية فعالة ولكن بنفس الوقت respectful تجاه محيطها البيولوجي الاجتماعي والنظام الشمسي بأكمله الذي نشأنا ضمن حدوده جميعاً! إن التركيز الآن ليس فقط على تحسين أدائها الرقمي بل أيضًا كيف ستكون تلك المحركات عالية الكفاءة أقل تأثيراً مادياً وعلى الأسطح التي تعمل داخل منظومة الحياة التعددية الموجودة بالفعل وبين البشر الذين سيعتمد عليهم البعض منهم حتى لو كانت هناك بعض المخاطر الناجمة عنه!!!
هذه الخطوط العريضة توضح مدى تعقيد الموضوع وأن الخروج بحلول ناجعة يستوجب دراسات علمانية شاملة وعمل جماعي موحد يعكس الشمولية اللازمة لكل مسارات المواجهة لهذا النوع الجديد نسبيا من تهديدات النظام العالمي برمته!