في مناسبة طفولتكم، ربّما ارتكبتم خطأً بتسرّب بعض الأشياء من متجرٍ محلي ومن بيت أحد الأقارب. وعلى الرغم من أن دافعكم لم يكن حاجتك الفعلية لهذه العناصر، فقد كانت مجرد فعل شقية وقتها. الآن، بعد مرور الوقت وقبل كل شيء، أنت ترغب في التصرف بشكل صحيح بناءً على توجيه الدين الإسلامي.
وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن الطفل الذي يقوم بسرقة ممتلكات الآخرين أثناء فترة الطفولة ليس مسؤولاً قانونياً بسبب عدم بلوغه السن القانونية للمسؤولية. ومع ذلك، هذا لا يعني إسقاط الضرر الواقع على الأطراف المتضررة. عوضا عن ذلك، يكون المسؤولية المالية عن هذه الأفعال موجهة نحو ذات الشخص كفرد ناضج لاحقا.
إذا كنتم تتذكر المقادير الدقيقة لما تمت سرقته - سواء كانت أربعة قطع أو خمسة منها - فعليكم إعادة تلك العناصر الأصلية إلى أصحابها الأصليين. وفي حال وجدت نفسك غير قادر على القيام بذلك نظراً لتغير الظروف أو الاستهلاك السابق للأشياء المسروقة، فسيكون عليكم دفع تعويضات تعادل قيمة تلك العناصر حين حدوث الواقعة، حيث يشمل التعويض التعويض الكامل للقيمة السوقية لها آنذاك.
بالنسبة لأولئك الذين تعرفهم جيداً ممن تضرروا نتيجة لإجراءاتكم السابقة، يمكنك التواصل معهم بصراحة وطلب المغفرة والصفح. بما أنه يبدو أن الأمر سيسبب نوعاً من الانزعاج، فإن الخيار الأكثر واقعية سيكون تقديم التعويض عبر شخص آخر مجهول الهوية بدلاً من ذكر مصدر المال مباشرة. وهذا مطابق للتوجيهات المستندة إلى دراسة فتاوى عالم دين مشهور مثل الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله -. وبالتالي يحفظ حقوق مالك الممتلكات الأساسية ويضمن سلامتك الشخصية أيضا.
ومع ذلك، هناك نقطة هامة تحتاج إلى التأكيد عليها هنا وهي أهمية الاعتراف بالإساءة والتعبير عنها بحسن نيّة صادقة لدى طلب الغفران. بالإضافة لذلك، ليس هنالك أي صعوبات شرعية حول التصرف بطريقة تحمي خصوصيتك الخاصة بينما تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية أيضًا. والأخير والأهم هو أن تبقى ثابت القلب ومتواصلا بالتوجه نحو الرحمة الربانية للحصول على البركات والإرشادات الروحية اللازمة للاستقامة مستقبلا بعيدا عن الذنب والمعاصي بكل أنواعها.