- صاحب المنشور: حميدة بن جلون
ملخص النقاش:
تدور المحادثة حول تأثيرات مقاطعة المنتجات التركية على المشروع التركي الأوسع لتوسيع نفوذها إقليمياً. يركز النقاش على الجوانب غير الاقتصادية لهذا المشروع والتي تتضمن استخدام الأدوات الناعمة مثل الإسلام السياسي، الدراما، والسياحة لتحقيق غاياتهم الإقليمية.
تتفق جميع المشاركات في الحديث على أهمية المقاطعة كخطوة أولى نحو الحفاظ على السيادة الوطنية ومنع التدخل الثقافي والفكري الأجنبي. ومع ذلك، هناك اختلاف في الآراء فيما يتعلق بتوقعات مدى فعالية المقاطعة وحدها.
تعتقد "هيام الشهابي" أن تأثير المقاطعة سيكون محدوداً على المدى الطويل، حيث ترى أن الأدوات الناعمة تمثل تهديداً أكبر بكثير لأنها قادرة على خلق توجهات اجتماعية موالية للنظام الأجنبي المستهدف. وبالتالي، تدعو إلى استراتيجيات متعددة لمعالجة هذا التهديد المتعدد الأوجه.
من جهتها، تبرز "حسناء الشهابي" دور المقاطعة الاقتصادية الأساسي في هيكل التفاعلات الدولية، موضحة كيف يمكن للقوة التجارية التأثير على العلاقات السياسية والثقافية. كما تشدد على أنه عند تقليل السيطرة الاقتصادية، تنخفض احتمالات وجود تأثير كبير على المجالات الثقافية والسياسية.
وفي نفس السياق، توافق "ريما السعودي" على رؤية "حسناء"، مشيرة إلى أن المقاطعة خطوة هامة نحو منع أي اختراق دبلوماسي مكشوف سياسياً. ولكنها تضيف بأن التعامل مع الجانب الثقافي للدعم الخارجي يستوجب تطوير استراتيجيات جديدة خارج دائرة المعركة التجارية.
"مهند الحساني"، على غرار السابقين، يشير إلى أهمية المقاطعة الاقتصادية كونها عماد كل أنواع السياسات الخارجية للدولة. فهو يؤكد على أن ضرب المركز الاقتصادي لأي دولة قادر على الحد بشكل واضح من قدرتِها على القيام بأعمالٍ خارجية مختلفة، وهو الأمر الذي يعد مصدرا أساسيا للأمان والاستقرار الداخلي.
بشكل عام، يظهر النقاش حاجة المملكة العربية السعودية لاستراتيجية واسعة ومتكاملة لقمع المؤثرات الخارجية، تبدأ بالمقاطعة الاقتصادية ولا تنتهي بها. هدف هذه الاستراتيجية النهائي هو الحفاظ على الهوية الوطنية والحريات الفكرية.