- صاحب المنشور: هيثم الدين الدرقاوي
ملخص النقاش:
لقد أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للعديد من الشباب العربي. هذه المنصات تقدم فرصاً كبيرة للتواصل والتفاعل مع الآخرين حول العالم، ولكنها قد تحمل أيضاً تحديات غير متوقعة خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية والعقلية. هذا المقال يستكشف التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب العربي، ويستعرض بعض الأبحاث والدراسات التي تناولت هذا الموضوع.
التوتر والقلق
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والشعور بمزيد من التوتر والقلق. فالإدمان الرقمي الذي يمكن أن يحدث نتيجة لهذه الاستخدامات المتكررة قد يؤدي إلى عدم القدرة على الانقطاع عن الإنترنت أو الهاتف الذكي، مما يسبب شعوراً مستمراً بالتعب والإجهاد. كما أن المقارنة المستمرة لما يعرضه الآخرون من لحظات "مثالية" للحياة على هذه الوسائط قد تزيد الشعور بالنقص وعدم الرضا الشخصي.
الاكتئاب
إحدى المخاطر الأخرى هي دور وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة معدلات الاكتئاب بين المستخدمين الشباب العرب. وفقا لدراسة أجرتها جامعة القاهرة، فإن الطلاب الذين يقضون وقتاً طويلاً عبر الشبكات الاجتماعية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأقرانهم ذوي الاستخدام الأقل للمواقع الإلكترونية. أحد الشرح المحتمل لهذا الأمر هو تأثير الضغط الاجتماعي السلبي والمراقبة الدائمة عبر الإنترنت والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية العامة للأفراد.
مشاكل النوم واضطراب الساعة البيولوجية
بالإضافة لذلك، قد تساهم مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا في اضطراب نمط نوم شبابنا وشاباتنا due to blue light emitted by devices, which can disrupt the body's natural circadian rhythm and make it harder for them to fall asleep. A study conducted in Alexandria showed that students who used social media before bed had significantly lower sleep quality compared to those who avoided using their phones at night. This disruption of sleep patterns is linked to various mental health issues such as depression, anxiety, and cognitive impairment.
تعزيز الذات الإيجابي واستخدامه بطريقة بناءة
رغم الآثار السلبية المحتملة، يوجد أيضا جانب ايجابي لاستخدام وسائل الإعلام الحديثة لدى جيل الشباب العربي حيث أنها توفر مساحة افتراضية لتبادل الأفكار والمعرفة وتنمية المهارات الشخصية. بالإضافة لذلك، تستطيع هذه المنصات تقديم دعم نفسي لمجموعات محددة تحتاج المساعدة مثل الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وجسدية مختلفة وكذلك الحالات الخاصة بنقاط ضعف اجتماعية وثقافية محتملة.
في النهاية، بينما تلعب وسائل الاعلام الاجتماعية دورا مهما في حياة الكثيرين اليوم، فمن الواضح أنه ينبغي النظر بعناية في كيفية التعامل معها وكيف يمكن تحقيق توازن صحي بين عالم الواقع وعالمنا الرقمي. إن إدراك المخاطر المرتبطة باستعمال هذه الأدوات وممارسات الامتثال الصحية المناسبة هما خطوتان رئيسيتان نحو الحفاظ على سلامتك النفسية والحصول على تجربة صحية وممتعة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كجزء لا يتجزء من حياتكم اليومية الفعلية!