أيها النص من ورطك؟
---
من المواقف المحرجة لأي محرر ثقافي هي إبداء الرأي في النص الأدبي المرسل له، فهذا الموضوع يؤخذ بحساسية شديدة ويجب أن يتم طرقه بدبلوماسية حذرة، لأن المبدع العربي في كثير من حالاته يعتبر القصيدة أو القصة القصيرة نصا مقدسا يجب عدم المساس به، وهنا لا أعني الجانب https://t.co/w4ouI388ig
2
الرقابي الذي نقاسي الأمرين منه، بل جانب التراكيب وبناء النص وبنيته اللغوية.
ولهذا تصدر بعض الأعمال الروائية والقصصية والشعرية وهي مليئة بالأخطاء الشنيعة ولا أقصد اللغوية والنحوية والايقاعية فقط، بل الأخطاء في بناء العمل السردي وحضور الشخصيات ودقة التواريخ والاستشاهدات والثرثرة
3
التي تحتاج إلى تشذيب والحشو المبالغ فيه عند وصف الأماكن وسرد مصائر الشخوص وعدم منطقية الحوارات في سياق الأحداث.
ولكل من عمل في هذا المجال هناك قصص تروى.
المهم:
سبب افتتاحي بهذه المقدمة غير اللطيفة،
هو فيلم Genius"" الذي يجب أن يشاهده كل مبدع عربي كي يعرف كيف تنجز الأعمال
4
العظيمة، والذي يناقش ظاهرة المحرر الأدبي من خلال تجربة أشهر الممارسين لهذه الحرفة الصارمة، ماكسويل بيركنز، المحرر الأدبيّ الأشهر في تاريخ الأدب الحديث، وعلاقته بالروائي الأمريكي توماس وولف الذي قال عنه الروائي الفذ وصاحب ملحمة " الصخب والعنف" وليام فوكنر بعد وفاته:"ربما كان
5
وولف، أفضل المواهب من جيلهم"
وتوماس وولف هو صاحب العبارة الشهيرة "ليس هناك مشهد على الأرض، أكثر جاذبية من المرأة الجميلة، التي تستمع في طبخ عشاء لشخص تحبه"
ورغم أن وولف لم يحضر بشكل طاغ في مشهدنا الثقافي العربي إلا أنه لم يغب أيضا حيث ترجمت له إلى العربية رواية "ما وراء التل"