ستكبر, ستتزوج من امرأة لا تعني لك شيئاً تقريباً, غير كونها تستجيب لشروط المرأة النمطية الوفية ابنة العائلة المحافظة التي تستطيع تنظيف البيت وتربية الأولاد بالإضافة إلى تلبية رغبتك في الفراش كل ليلة, رغبتك التي ستذبل سريعاً حين ترى زوجتك تتحول إلى كتلة بشرية غير واضحة المعالم !
ستكبرين أيضاً, وتتزوجين رجلاً لا يمت بصلة لك ! ستتركين حبيبك يترنح وحيداً, لترضي العائلة والمجتمع ! سيقوم زوجك بارضاء كل متطلباتك ومتطلباتهم من بيت وسيارة وبهرج اجتماعي, ويأتي ليلاً لعشرة دقائق, ثم يتلمظ ويغط في نوم عمیق غير عابىء بك !
سيتحول بعد فترة وجيزة إلى كتلة من الجليد البارد, لا يرى فيك غير شريكة فرضتها سيرورة الأمور في اطار عقد زواج, شركة !
ستكبرون جميعاً, وتفرحون حين تحصلون على عمل, وتلهثون كالخرفان وراء السيارة والقرض السكني وعلب الحليب والحفاظات ولوازم مدرسة أبناءكم تليها الجامعة
ثم تغرقون في عيادات الأطباء وحقن البنسلين وحبوب ضغط الدم والكوليسترول, للتحول في نهاية الأمر الى أجسام مترهلة مقيتة, ثم تكتشفون في نهاية المطاف متأخرين أنكم أمضيتم حياتكم تتبعون السراب, وأنكم تركتم جميع التفاصيل الرائعة التي تحوي في ثناياها حياتكم الحقيقية, التي لم تعيشوها !
ثم ترحلون ويلفكم النسيان, جميعاً !