1- عندما كنت في المرحلة الجامعية استأذنت والدي رحمه الله في إقامة مأدبة عشاء محبةً وتقديرًا لكلٍّ من: فضيلة الشيخ نبهان مصري رحمه الله وهو أستاذ القراءات في جامعة أم القرى، وقد درّس لبعض إخوتي، وأخواتي في الجامعة، وهو جار لنا، ولم يكن مسكنه بعيدًا عنا،وابنه البكر صديق لأخي الكبير https://t.co/PJRUzUO9f5
2- فاتصلت على الشيخ نبهان فرّحب بالدعوة، وكان يعرف والدي، ويحبه كثيرًا رحمه الله، ولم أخبر الشيخ عن الضيف الآخر، (قلت: أخليها مفاجأة) ثم توجهت إلى حيث يسكن الشيخ أحمد عامر؛وكان يسكن عند ابنته في حارتنا بمكة، وزوجها جارٌ لنا، وكان يأتي إليهما في شهر ذي الحجة من كل عام وكان إمامنا=
3- في الحارة يقدمه للإمامة عند كل صلاة مدة مقامه بمكة، وكان يجهر بالبسملة في صلاته رحمه الله على طريقة الشافعية بمصر، وكان مسكن زوج ابنته قريبًا جدًّا من بيتنا، فدعوته للعشاء، فلبى الشيخ الدعوة، ثم أخذت أمشي مع الشيخ وأسنده حينًا على يدي حتى وصلنا لبيتنا، فلما جلس صببتُ له القهوة
4- وقدمت له التمر، وكان الشيخ رحمه الله خفيف الدم والروح على كبر سنه، فأخذتُ فرصتي في الحديث معه قبل مجيء والدي رحمه الله وإخوتي؛ فقلت له في ثنايا الحديث، لقد صدق الشاعر القائل:
صبرت ومن يصبر يجد غب صبرهِ
ألذ وأحلى من جنى النحل في الفم
فقال: خيرٌ من ذلك قوله تعالى:
5- إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) ثم قال بلهجته المصرية وهو يتبسّم: (يا ابني خلّ شواهدك من القرآن الأوّل، وبعدين الشعر).
ثم دار الحديث بيننا في مواضع شتى فقلت: ممكن أشوف إجازتك يا شيخنا؟ فقال: إجازتي قراءتي، وضحك الشيخ ثم قال (بلهجته): يا ابني أنا طلبت من شيخنا