- صاحب المنشور: ولاء بن القاضي
ملخص النقاش:
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد اعتمادها كجزء أساسي من الحياة اليومية، برزت مخاوف متزايدة بشأن تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية. هذه الدراسة تهدف إلى تحليل كيف يمكن أن تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الحالة الذهنية للفرد بطرق مختلفة ومتعددة الأوجه.
التفاعل الرقمي والنتائج الإيجابية
أثبتت بعض الدراسات بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يوفر العديد من الفوائد الصحية العقلية. فهو يسمح للأفراد بالتواصل مع الآخرين الذين يتشاركون نفس الاهتمامات أو الخبرات، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع والإنجاز الشخصي. كما يمكن لهذه المنصات تقديم الدعم الطبي النفسي والعاطفي عبر مجموعات المناقشة والمجموعات الإلكترونية التي تقدم المشورة والدعم المتخصص. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما توفر مواقع مثل LinkedIn فرص عمل جديدة والتدريب المهني المستمر الذي يساهم في زيادة الثقة بالنفس وتطوير الذات.
الضغوط الاجتماعية والأضرار الناجمة
على الجانب الآخر، هناك مجموعة واسعة من الآثار السلبية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. واحدة من أكثر القضايا شيوعاً هي "التوقعات غير الواقعية". حيث أن معظم الصور والبرامج المقدمة على الإنترنت تم تعديلها بشكل رقمي لتحقيق مستوى مثالي وقد يكون هذا التحريف للشكل الحقيقي للحياة لدى البعض غير واقعي ومزعج لبعض المستخدمين. وهذا يؤدي إلى مشاعر الغيرة والحسد وانخفاض ثقة الإنسان بنفسه وبصورته الشخصية. أيضًا، التعرض المستمر للإساءة عبر الانترنت ("البلوكينج") يمكن أن يؤدي إلى القلق والكآبة وضعف احترام الذات. علاوة على ذلك، فقد أثبت البحث العلمي وجود رابط بين وقت الشاشة الطويل واستهلاك المواد الإعلامية المحملة بالإعلانات التجارية والاستخدام الزائد للتكنولوجيا الحديثة وتعزيز أعراض الاكتئاب واضطراب قلق المخاوف لدي الشباب والكبار.
الاستراتيجيات للتخفيف من التأثيرات السلبية
لتقليل التأثيرات السلبية لوظائف الشبكات الاجتماعية، ينصح الخبراء باتباع نهج توازنify in mind approach والذي يشمل: تحديد الحدود الخاصة بك لاستخدام الإنترنت وضمان عدم تفويت الفرص الأخرى خارج العالم الافتراضي؛ اختيار محتوى مناسب للعائلة وللعمر؛ تشجيع مشاركة الأفكار البناءة والمعلومات المفيدة بدلاً من نشر الشائعات والشائعات الكاذبة ؛ مراقبة علامات خطر التنمر الإلكتروني وغيرها من التصرفات المؤذية واتخاذ إجراء فوري عند مواجهتها ; طلب المساعدة المهنية إذا شعرت بتفاقم أي حالة صحية عقلية كنت تعاني منها سابقا بسبب استعمال شبكات التواصل الاجتماعي .
وفي النهاية ، رغم كل الجوانب السلبية المقترنة باستعمال تلك التقنيات الرقمية , فإن إدراكنا لها وإدارتنا لها تعتبر عاملا أساسيا لتحديد مدى قدرتها على خدمة المجتمع أو إيذائه. إن فهم عميق لما تقدمه وما تتضمنه وحسن ادارة الوقت أمر ضروري لإدارة تجربة شخصية صحية وغنية بأفضل ما يقدمه عالم الأنترنيت المعاصر .