- صاحب المنشور: الأندلسي بن شعبان
ملخص النقاش:
مع استمرار نمو السكان والتغيرات المناخية، تواجه المنطقة العربية تحديًا كبيرًا فيما يتعلق بمواردها المائية. هذه الأزمة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة لحماية هذا المورد الحيوي.
العوامل المؤدية لأزمة المياه في المنطقة العربية:
- التوزيع غير المتوازن: معظم دول الشرق الأوسط تقع ضمن مناطق جافة أو شبه جافة، مما يجعل الحصول على مياه كافية مهمة صعبة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية موارد المياه الجوفية والمياه السطحية موجودة في عدد قليل من الدول مثل مصر والسودان والعراق، بينما تعاني بلدان أخرى مثل السعودية والإمارات والكويت من ندرة شديدة في المياه.
- الاستخدام الزائد للموارد المائية: مع زيادة الطلب على الغذاء والطاقة والنمو الحضري، يتم استخدام كميات كبيرة من المياه بطريقة غير مستدامة. وفقًا لتقرير صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يستخدم قطاع الزراعة أكثر من 80% من إجمالي استخدام المياه في المنطقة العربية، وهو أمر ضروري ولكن يمكن تحسينه باستخدام تقنيات الري الحديثة.
- تغير المناخ: يؤدي تغير المناخ إلى انخفاض هطول الأمطار وانتشار الظواهر الجوية القاسية التي تؤثر على توفر المياه. كما أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع تبخر المياه من التربة والأراضي الرطبة والبحيرات. وهذا بدوره يساهم في تفاقم أزمة المياه ويضع ضغوطاً أكبر على المجتمعات المحلية.
- الصراعات والصراعات الإقليمية: أثرت الصراعات السياسية داخل وخارج الحدود الوطنية على الوصول الآمن والموثوق لمواردهم المائية المشتركة، خاصة بالنسبة للدول ذات الأحواض المائية المتداخلة مثل نهر النيل والفرات ودجلة. وقد أدت هذه الصراعات أيضًا إلى تعطيل البنية التحتية اللازمة لإدارة واستعادة المصارف والقنوات والجداول الضرورية لتنظيم تدفق المياه.
الحلول المقترحة للأزمة:
- إدارة فعالة للمياه: ينبغي تطوير وتطبيق سياسات واتفاقيات مشتركة بين البلدان لتحقيق الاستخدام الفعال لموارد المياه. وينبغي التركيز على ترشيد الاستهلاك وتحسين الكفاءة عبر قطاعات مختلفة باستخدام التقنيات المتقدمة وأساليب إدارة أفضل للمياه.
- تقنيات حديثة لحصاد الأمطار وإعادة التدوير: إن تشجيع بناء محطات تحلية مياه البحر وبرامج إعادة استخدام المياه المعالجة بشكل كامل يمكن أن يساعد في توسيع مصدر المسطحات المائية ومعالجة نقص المياه العذبة. ويمكن للحكومات كذلك تقديم الدعم لعزل المناطق الريفية بالأنظمة اللامركزية لجمع مياه الأمطار والتي تعتمد على تكنولوجيا بسيطة وعملية ومنخفضة التكلفة نسبيا مقارنة بحلول التحلية المركزية المكلفة عموما والتي تحتاج للاستثمار الكبير.
- الزراعة الذكية للمياه: يجب اعتماد ممارسات زراعية جديدة تستفيد من الأساليب الجديدة للمياه مثل ريق الأرض والاسترشاد بالتكنولوجيات الناشئة كالزراعة العمودية وزراعة الخضر تحت ظلال الأشجار وغيرها من طرق الحد من تبخر الماء؛ بالإضافة إلى الاعتماد الواسع الانتشار للنباتات الصحراوية المُقاومة للجفاف والمُعينة بيئياً وكذلك خفض مساحات حقول القمح الحاليّة -وكما اقترحه بعض خبراء البيئة-. وهذه الخطوة الأخيرة ستكون مفيدة أيضا إذ سيؤدى تغيير محصول بذرة الحبوب الرئيسيّ المستخدم في غذائنا اليومي نحو الأعلاف مثلاً –على سبيل المثال– بتوفير نسبة هائلة من المياه سنويا كانت ولا تزال تهدر بلا جدوى وستحقق مكاسب اقتصادية ملحوظة أيضاً حيث لن تضطر الدولة لاستيراده خارج البلاد نظرا لغزارته المحلياَ بالفعل!
- تعزيز التعاون الدولي والتوعية العامة: يعد تعزيز العمل الجماعي عبر الحدود أمراً أساسياً للتخفيف من حدّة مش