ما هو "الألم النفسي" (أو الألم العقلي)؟
وكيف يختلف عن "المعاناة النفسية"؟
.
سؤال قد يُعتبر غريباً. لكن هي مسألة تمس أمراً دقيقاً وهاماً قد يلحظه المحلل النفسي أو من يمارس العلاج النفسي التحليلي. وكونه قد يختبئ خلف أستار ما يُعبر عنه المريض يجعله أصعب في الفهم وأكثر محوريةً
"الألم النفسي" يشير إلى الألم الذي يقول المريض أنه يستحيل وصفه بالكلمات أو يكون عاجزاً عن وصفه، ويفتقر إلى أي ارتباط بخواطر تضفي له تفاصيل وجدانية. وينتج من خبرة المرور بعواطف مؤذية بشدة غير محتملة. ويقاوم الألم النفسي التفصيل والإسهاب والتحول حتى في الأحلام والتخييلات.
وقد لا ينسب المريض الألم لـ "الذات" أو يفعل ذلك نادراً. وقد لا يشعر بأنه يمكن الحديث عنه، وقد لايريحه الحديث عنه. ليس الألم النفسي أمراً يسهل التواصل عنه مع الآخر، بل قد لا تكون تلك العواطف قد انتقلت من مرحلة الأحاسيس الجسدية لمرحلة الترميز بالكلمات والتي يمكن بها التفكير والمعنى
فكأنما كان الألم عالقاً بين الجسد والنفس.
في المقابل، يمكن للمريض تسمية ووصف "المعاناة النفسية"، ولا تقاوم التفصيل أو الإسهاب أو التحول في الأحلام والتخييلات. ويسهل على المريض أن يقول "أنا أعاني". ويجد ذو المعاناة النفسية أريحية في الحديث عنها
وقد يجد راحة يكتسبها من التحدث بها مع صديق أو معالج. للمعاناة النفسية مفردات تصفها وقد يكون الوصف دقيقاً وبليغاً وقادراً على إيصال كامل جوانب الخبرة الوجدانية للمستمع لذلك الوصف. ترتبط المعاناة النفسية بالمعاني وتثير تداعي الخواطر بسهولة.