• صاحب المنشور: بلقيس بن عطية
  
  ملخص النقاش:
  

  يتناول هذا المقال قضية حساسة ومقلقة وهي انتشار ظاهرة زواج الفتيات القاصرات. هذه الظاهرة ليست محصورة بمجتمع معين أو فترة تاريخية؛ بل هي مشكلة عالمية تعاني منها العديد من البلدان حول العالم. تتعدد العوامل المؤثرة في انتشار زواج القاصرات، ومنها العادات والتقاليد الاجتماعية والفقر والجهل والقوانين الفاسدة التي تسمح بهذه الممارسة البغيضة.

زواج الأطفال يُعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية للأطفال ويؤثر سلبًا على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية. وفقًا لتقرير صادر عن اليونيسيف لعام ٢٠١٤، هناك حوالي ١٥ مليون فتاة يتزوجن سنويًا قبل بلوغهن الثامنة عشرة من العمر. هذه الأرقام صادمة وتظهر مدى خطورة المشكلة وكيف أنها تهدد مستقبل ملايين النساء والأطفال.

تأثيرات الزواج المبكر

• التأثير الصحي:

لا يقتصر الضرر الناجم عن زواج القاصرات على الجانب النفسي والإنساني فقط، لكن الأضرار الصحية جسيمة أيضًا. قد يؤدي الحمل أثناء الطفولة إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل النزيف الشديد خلال الولادة والموت أثناء المخاض بسبب عدم اكتمال نمو الجسم وقدرته على التعامل مع عملية الوضع الطبيعيّة.

• التعليم وجهود التنمية البشرية:

يُعد التعليم أحد أهم أدوات النهوض بالمجتمعات وتمكين الأفراد من تحقيق ذاتهم. إلا أنه عندما يتم تزويج الفتيات مبكرًا، فإن فرصة حصولهن على تعليم جيد تقل بشدة وبالتالي فرص نجاحهن الوظيفي المستقبلي تصبح ضئيلة جدًا مقارنة بنسائهن غير المتزوجات قاصرات السنّ.

• العوامل الاقتصادية والديمغرافية:

يمكن لعوامل اقتصادية مختلفة أن تدفع بعض الأسر نحو قبول زواج بناتهم قاصرات السنّ كحل لمشاكل مادية محتملة كالفقر مثلاً. بينما تؤدي ارتفاع معدلات الخصوبة نتيجة الزواج المبكر إلى المزيد من الاستنزاف الموارد المالية والبشرية اللازمة لرعاية هذه العائلات الكبيرة نسبيا.

خاتمة

إن حلول تلك المعضلة تبدأ بتوعية المجتمع بأضرار هذه الممارسات عبر حملات تثقيفيه تستهدف كل أفراد الاسره وكذلك صناع القرار السياسيين والاقتصاديين لإصدار قوانين تحظر تماما تزويج الاطفال وضمان تطبيق العقوبات القانونيه ضد مرتكبي هذه الانتهاكات الخطيره بحق حقوق الانسان الأساسيّه للطفوله والشباب .