في إحدى الغرف بالدور الثاني من مستشفى الصحة النفسية يعقد الطبيب النفساني عاشر جلساته مع مريض فوق الع

في إحدى الغرف بالدور الثاني من مستشفى الصحة النفسية يعقد الطبيب النفساني عاشر جلساته مع مريض فوق العادة، أستاذ الفيزياء النظرية في إحدى الجامعات المرم

في إحدى الغرف بالدور الثاني من مستشفى الصحة النفسية يعقد الطبيب النفساني عاشر جلساته مع مريض فوق العادة، أستاذ الفيزياء النظرية في إحدى الجامعات المرموقة. يبدأ الطبيب: "كل ما ذكرته عن علاقتك يشير إلى أنها علاقة استثنائية، أكاد لا أرى نقطة التحوّل. لكن قلت لي أنها تعرضت لكوابيس؟"

يجيب المريض: "آهٍ الكوابيس! لن أحدثك عنها حديثًا مجردًا بل سأقدّم تحليلي الشخصي لما حدث، وإن لم أكن متخصصًا، فكما تعلم يا دكتور لم يعد لتخصصكم أي احترام، فقد دخله المتردية والنطيحة وأنتم معشر المتخصصين فمما أكل السبع. حتى صدمات الطفولة بدأ يعالجها غيركم تحت مسمى مضحك جدًا ..."

(تنظيف الطفل الداخلي)، نعم بلا أي شهادة وبلا أدنى معرفة. دعنا من ذلك كُلّه سنعود إلى العلاقة. ظنك في محله يا دكتور، كانت علاقة استثنائية لم يكن هذا الوصف مبالغة منكم، كان بإمكاني أن أنجو من هذه النهاية المميتة لو كُنت أذكى مما أنا عليه بعشرة أضعاف أو تسعة على الأقل ..."

"فجأة أخبرتني عن كوابيس تداهمها في منتصف نومها، تبكي وتهرع إلى حضني، كُنت أقوم بكل ما يقوم به الحبيب في الأوضاع الطبيعية: لا عليك، استندي كتفي، ستكونين بخير، أنا معك. تجاوزنا تلك الأيام ثم لم تعد تتحدث عن كوابيس، كانت علاقتنا تتصاعد على نحو مذهل يبعث للطمأنينة ... "

"لكنها عادت بإحباط مفاجئ، لم تقل شيئًا سوى أنها تشعر بإحباط، فعلت ما فعلته أثناء الكوابيس: تعالي لا عليك أنا هنا ... قبّلتني بحرارة وبعينيها التي أغرقتها الدموع قالت: لا أعلم كيف سيكون حالي دونك، لا تتركني! تعانقنا وتعاهدنا أن نبقى سويًا في كل حالاتنا .... "


عامر بن سليمان

3 مدونة المشاركات

التعليقات