• صاحب المنشور: مهند الغريسي
  
  ملخص النقاش:
  تشهد المناقشة الأخيرة جدلاً عميقاً حول دور الذكاء الاصطناعي (AI) في القطاع التعليمي، مستعرضة نقاط حيوية تستحق الوقوف عندها. وإن كانت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقدم العديد من الامتيازات المحتملة مثل التخصيص والدعم المستمر، فهي أيضًا تحمل المخاطر الناجمة عن تجاهل الجوانب البشرية الحساسة للعملية التعليمية.

أولاً، يسعى الذكاء الاصطناعي لتحويل التعليم إلى تجربة مجردة وعديمة الشعور، مما قد يخفض من قيمة التجارب التعليمية الثمينة والتي تعتمد بشدة على التفاعل البشري. فالطلاب بحاجة ماسّة للحوار المتبادل، والإرشاد الشخصي، وبناء الروابط الاجتماعية، وكل ذلك أمور يصعب برمجتها داخل برنامج ما. كما يثير السؤال مشروعية حول الفرق الرقمي الواسع الذي قد ينتج إذا اعتمدت المدارس بكثرة على الذكاء الاصطناعي، خاصة بالنسبة للفئات ذات الوضع المالي الضعيف.

ثم يأتي الخوف الأكثر خطورة والمتمثل في الاعتماد المطلق على الآلات، وهو تهديد مباشر لقيمنا الإنسانية ومبادئ أخلاقنا الهامة خلال رحلة التعلم. ولذلك، فإن التحالف الصحي بين إيجابيات التكنولوجيا واحتياجات البشر ضروري للغاية للحفاظ على القلب الحي للتعليم. ومن الضروري التأكد من أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون مكملًا فعالًا، وليس مصدرًا بديلاً شاملاً للمعارف والمعانِ الإنسانية. وفي النهاية، ندعو إلى دراسة معمقة لكيفية توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل مثمر، يحفظ حقوق الجميع ويعزز قيمة التعليم الإنساني.