- صاحب المنشور: صباح بن معمر
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتغير بسرعة، تواجه الأمهات العاملات تحديات فريدة تختلف عن الأجيال السابقة. مع زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة وتزايد مسؤوليات الأسرة، أصبح من الضروري إعادة النظر في الأدوار التقليدية للأمومة والعمل. هذه الدعوة ليست مجرد مطالبة بتوازن أفضل بين الحياة العملية والأسرة؛ إنها دعوة لإحداث تحول ثقافي وإصلاح سياسي يعترف بقيمة العمل الذي تقوم به الأمهات ويضمن حقوقهن وأطفالهن.
تعقيدات الأدوار المتعددة
تُعتبر الأمومة عملاً شاقاً ومجزيًّا في الوقت نفسه. فهي تتطلب اهتماماً غير مشروط، وقدرة على الاستيعاب والتكيف المستمرين، ورعاية مستمرة لأطفال تتميز بالحساسية الكبيرة. وفي الوقت نفسه، فإن متطلبات الوظيفة خارج المنزل -التي غالبًا ما تكون ذات أجور أقل مقابل ساعات عمل أطول- تزيد من عبء هذه المسؤوليات. هذا التضارب بين الدورين يمكن أن يؤدي إلى شعور بالذنب الداخلي لدى العديد من الأمهات الذين يسعون للجمع بين كلا الجانبين المثاليين.
الحاجة الملحة للتغيرات السياسية والقانونية
لتخفيف عبء هذا الوضع، يتعين علينا إجراء تغييرات هامة على السياسات الحكومية والمؤسسات الخاصة. إن توفير فرص العمل المرنة والساعات المناسبة التي تسمح بالتوازن المنزلي أمر حيوي. كما ينبغي دعم تدابير الرعاية النهارية عالية الجودة والأجور المعيشية للعاملات في مجال رعاية الأطفال لتعزيز بيئة عمل أكثر شمولاً واستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قوانين الإجازة الأبوية والإجازة المرضية الشاملة ضرورية لتوسيع نطاق الفوائد الممنوحة لعائلات ذات أمهات عاملات.
الاعتراف الثقافي لقيمة الأعمال غير مدفوعة الأجر
يجب أيضًا تغيير المواقف الاجتماعية والثقافية تجاه قيمة العمل غير المدفوع الأجر. يُعتبر الغالبية العظمى من الأعمال المرتبطة بالأمومة كالطهي، التنظيف، التعليم، والتوجيه غير مرئية وغير محسوبة ضمن الاقتصاد الرسمي. ولكنها تضطلع بأدوار حاسمة في تشكيل حياة الأفراد والعائلات والمجتمع ككل. لذلك، يتعين تقدير قدر أكبر لهذه المساهمات وتعزيز مرتبات العاملين داخل الأسرة إذا تم توظيفهم رسميًا، سواء كان ذلك عبر الحكومة أو القطاع الخاص.
مساحة مشتركة للحلول المشتركة لتحقيق العدالة والمساواة
الحل طويل الأجل يبدأ بمناقشة واسعة حول كيفية تقاسم المسؤوليات المنزلية بين أفراد العائلة وبناء مجتمع مبني على التعاطف والدعم المتبادل. كل خطوة نحو تحقيق هذا الهدف ستكون لها تأثيرٌ كبير – فقد يعني المزيد من الآباء الذين يأخذون فترات حضانة طويلة بعد الولادة أقل ضغوطًا على النساء اللاتي يرغبن مواصلة مساراتهن المهنية دون انقطاع مفاجئ بسبب الرضاعة الطبيعية مثلاً. وهذا بد