- صاحب المنشور: عفاف المغراوي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي يتميز بالتطور التكنولوجي المتسارع، تواجه أنظمة التعليم حول العالم مجموعة متعددة ومتشابكة من التحديات. يعتبر هذا الوضع نتيجة مباشرة للتغيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها الثورة الرقمية على المجتمع البشري. ومن أكثر هذه التحديات شيوعاً:
- تكييف المناهج الدراسية: مع سرعة تقدم العلم والمعرفة، أصبح هناك حاجة دائمة لتحديث المناهج الدراسية لتبقى قابلة للملاءمة وإن كانت الأساسيات مثل أساسيات الرياضيات أو اللغة العربية قد ظلت ثابتة نسبياً لكن تطويرها واستخدامها بطرق جديدة يتطلب جهدًا مستمرًا وتعاون المؤسسات التعليمية والمختصين في كل مجال علمي وفني.
- التعليم الإلكتروني والاستثمار فيه: ظهرت خلال العقود القليلة الماضية العديد من المنصات التعليمية عبر الإنترنت والتي توفر الوصول إلى كم هائل من المعلومات مجاناً ولكن أيضاً يأتي ذلك بتكلفة - تكلفة الوقت والجهد اللازم للبحث وانتقاء المحتوى الأكثر فائدة بالإضافة لمخاطر الانغماس غير المحسوب في عالم الفضاء الافتراضي والذي يمكن أن يؤثر سلباً على التركيز والإنتاجية إذا لم يكن المستخدم قادراً على إدارة وقته بكفاءة وبناء منهج دراسي خاص به.
- الابتكار داخل الصفوف: أدوات التكنولوجيا الحديثة كالحواسب المحمولة والأجهزة الذكية وأجهزة الواقع الافتراضي وغيرها بات لها تأثير واضح وليس محسوساً فقط فيما يتعلق بإمكاناتها لتحسين عملية التعلم نفسها حيث تسمح باستخدام طرق عرض تفاعلية وجذابة تساعد الطلاب بفهم المفاهيم المعقدة بصورة أفضل وكذلك تعزز مشاركاتهم العملية أثناء العملية التعليمية كلها مما يجعلهم أكثر استعدادا لاستيعاب مواضيع أكبر حجماً وتعقيداً بشكل عام.
- معايير الجودة والحفاظ عليها: إن وجود الكثير من المواقع والبرامج التعليمية المجانية جعل الحصول على تعليم عالي المستوى أمراً شائعا لدى الجميع إلا أنه وفي ذات الوقت زاد الضغط على مؤسسات التدريس التقليدية خاصة تلك المعتمدة على اشتراكات دورات مكلفة للحفاظ علي مكانتهم وأن تكون منتجاتهن عالية الجودة ومنافسة لما يُطرح بحرية وعلى نطاق واسع خارج حدود نظامها البيروقراطي الرسمي الجامعي وقد يستدعي الأمر إعادة النظر بشروط قبول الخريجين وإصدار الشهادات وفق تقدير جديد للأولويات واحتياجات سوق العمل المستقبلية.
- المنافسة بين الدول: أخيرا وليس آخرا، تعتبر قدرة الدول المختلفة على تبني تقنيات مبتكرة ضمن منظومات تدريب موحدة أحد أهم عوامل تشكيل صورتهم العالمية واقتصادهم الناشئة استنادا لطفرة ريادة الأعمال الحتمية بعصر رقمنة العمليات التجارية كافة وستكون الاستثمارات الحكومية الدائمة لتنمية قطاع البحث العلمي والصناعات المرتبطة بها سببا رئيسياً لإنجاز "المدرسة" الجديدة الرائدة دولياً ولذلك تزداد حدة الإستراتيجيات الخاصة بمراكز البحوث الرئيسية لكل دولة والتي ترنو جميعها نحو تحقيق الصدارة الدولية في مختلف المجالات التطبيقية والفكرية سواء أكانت تتدرج تحت مظلة القطاع العام الحيوي أم الخاص المربح مادياً.
هذه هي بعض من أهم جوانب الأزمة المعلومة المطروحة اليوم أمام المجتمع الدولي وهو مطلب ملح للاستجابة له من قبل المسؤلين السياسيين والقادة الأكاديميون لديهم القدر الكافي للإفادة القصوى من ثمار ثورات الاتصالات الهائلة بعد مرور قرن كامل منذ ظهور الأنترنت لأول مرة حتى يوم الناس هذا!