'

ماهي المروءه ؟ هل هي أبلغ مراتب الرجوله علواً أو أنها فقط صفه نبيله تُكمل لوحدها ؟ وهل الرجوله والمروءه مترادفين او من الممكن أن يكونا نقيضين لبعضهما ؟ أو هل لايعدو كل ذلك كونها مرتبه من مراتب الحياء العالي للإنسان من نفسه ؟ ومن هم أصحابها ؟ وكيف تعرفهم ؟ وهل تكتسب أم بالفطره؟

'

بدايةً غالباً كل ماستحاول أن تقرأ في أي مكان نادرا مايخلو ذكر الصفات النبيله من ذكر المروءه فما إن تقوم يإيجاد جمله تبدأ بتعديد الصفات النبيله إلا وتجد جاء بذكر المروءه كإحداها إن لم يكن بمقدمتها أيضا لما تشغله هذه الصفه من حيز ومكانه عاليه محموده عند العرب سابقاً وإلى الان

1

'

فالمروءه هي وشاح النبل وعطارة النفس الزكيه وبكل بساطه هي الشعور الذي يخالج النفس بعدم قدرتها إتيان مايكون إتيانه مستقبح لا في العلن ولا في الخفاء وأن لا تكون عدم قدرته نتيجة تأثير أو إسترغاب في شيء ما ، فالمروءه عدو الرياء والحيله والانانيه ومرادف للصفاء والكمال والإيثار

2

فكانت العرب سابقاً عندما يسألهم أحد عن أعمارهم لايجيبون حباً في خدمة السائل و مخافة أن يعلم السائل أعمارهم وبأنهم صغار فيستصغرهم أو كبار فيستهرمهم ولكن هل حقاً المروءه صفه بذاتها او أنها هي الرجوله وهل يمكن ان يكونا متضادين ؟ بالحقيقه نعم كلاهما صفه لوحده وهناك اختلاف وكلاهما

3

'

بمنزله مختلفه عن الاخر فكل صاحب مروءه هو صاحب رجوله ولكن ليس كل صاحب رجوله بالضروري صاحب مروءه ، فمثلا أداب الطعام والشراهه بالاكل و ووضعيه الجلوس لاتنقص من رجولة الشخص ومحاسن صفاته ولكن تخرم مروءته وكذلك بذل المال للمحتاج في العلن لاينقص من رجولته فالمدح المُراد طبيعه جليه

4