حكم الطلاق البدعي: حالة من التشكيك والبحث عن الحق

التعليقات · 0 مشاهدات

في سياق سؤالك، نجد أنك قد تعرضت لحالة من التشكيك والارتباك بشأن حكم الطلاق الذي أصدرته لزوجتك. لقد أصدرت ثلاث حالات من الطلاق، الأولى كانت بقولك "انته

في سياق سؤالك، نجد أنك قد تعرضت لحالة من التشكيك والارتباك بشأن حكم الطلاق الذي أصدرته لزوجتك. لقد أصدرت ثلاث حالات من الطلاق، الأولى كانت بقولك "انتهى ما بيننا واذهبي إلى أهلك"، والثانية والثالثة كانتا بقولك "أنت طالق". ومع ذلك، لم تكن تعلم حينها أن الطلاق يقع بمجرد التلفظ به، بل كنت تعتقد أنه يقع فقط بكمال العدة أو في المحكمة.

أولاً، فيما يتعلق بالحالة الأولى، حيث قلت لزوجتك "انتهى ما بيننا واذهبي إلى أهلك"، هذا يعتبر من طلاق الكناية، والذي لا يقع إلا بالنية. وبما أنك لا تتذكر نيتك في تلك الحالة، فإن الأصل هو عدم وقوع الطلاق.

ثانياً، بالنسبة للحالتين الثانية والثالثة، حيث تلفظت بقول "أنت طالق"، فإن الحكم في هذه الحالات هو على ما أفتاك به المفتون، أي أن الطلاق يقع في هذه الحالات.

ثالثاً، ينبغي عليك الحذر من التساهل في استعمال ألفاظ الطلاق، لما يترتب على ذلك من عواقب قد تضر الزوج وأهله وأولاده. من الواضح من سؤالك أنك مستهتر بهذا الأمر العظيم، حيث تطلق اليوم وتراجع ثم تطلق من الغد. هذا يعد تعدياً على حدود الله، وحري بمن فعل ذلك أن يُجرى عليه الطلاق كما فعل عمر رضي الله عنه عندما تساهل الناس في الطلاق الثلاث.

فيما يتعلق بالاختلاف في حكم الطلاق البدعي، هناك من يرى عدم وقوعه، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن هذا لا يعني أنك تستطيع الأخذ بهذا الرأي دون اعتقاد صحته. إذا أخذت بهذا القول، فإن زوجتك ستكون في عصمتك ولا حاجة لمراجعتها أو عقد جديد عليها.

في النهاية، نوصيك بالاستغفار والتوبة إلى الله من إقدامك على ما حرمه الله، والتقي الله في تساهلك بأمر النكاح الذي عظمه الله وسماه ميثاقاً غليظاً. ونسأل الله أن يهديك ويرشدك إلى الحق.

التعليقات