تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب: دراسة تحليلية

في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسياً من حياة الشباب. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه المنصات مثل زيادة الاتص

  • صاحب المنشور: رضوى البوعزاوي

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسياً من حياة الشباب. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه المنصات مثل زيادة الاتصال والوصول إلى المعلومات، إلا أنها قد تكون لها آثار سلبية غير متوقعة على الصحة العقلية للشباب. الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة بين الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومشاكل صحية نفسية مختلفة بما في ذلك القلق، الاكتئاب، انخفاض احترام الذات، واضطراب النوم.

التحليل الأولي: تأثير الوقت المستغرق عبر الإنترنت

أظهرت العديد من الأبحاث أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل الصحة النفسية. فوفقاً لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة "علم النفس والصحة"، كل ساعة إضافية يتم قضاؤها يومياَ باستخدام الهواتف الذكية أو التلفزيون مرتبطة بزيادة خطر الشعور بالضيق النفسي بنسبة 4%. هذا التأثير أكثر حدة بالنسبة للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 سنة. حيث يدعي هؤلاء الأفراد عادة بأنهم يقومون بمراقبة حساباتهم الاجتماعية أثناء فترات الراحة، مما يعزز شعور عدم الاسترخاء ويمكن أن يزيد الضغط النفسي اليومي.

الآثار المحتملة الأخرى لوسائل الإعلام الاجتماعية

بالإضافة إلى الزيادة في مستوى التعرض للجهاز الإلكتروني، هناك عوامل أخرى قد تساهم أيضا في تدهور الصحة العقلية المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي. أحد الأمثلة على ذلك هو مقارنة الذات. غالبا ما تعرض صفحات ومقاطع الفيديو الخاصة بهذه المواقع جانب الـ"perfectionism" الناجح والمُجدّى للحياة الحديثة - وهو أمر بعيد تماما عمّا يحدث في الواقع. وهذا النوع من المقارنات المتكررة يمكن أن ينتج عنه شعورا بالنقص وانعدام الثقة بالنفس لدى مستخدميه خاصة لدى جيل الشباب الذي يكون حساسا لهذه الأمور بطبيعتها.

الخطوات العلاجية الممكنة

مع الاعتراف بتلك المخاطر الصحية المحتملة، فإن تحديد الحد من الاستخدام وتنظيم الوقت المستغرق عبر الإنترنت يعد خطوة هامة نحو الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة للشباب. إن وضع حدود زمنية محددة لاستخدام الوسائط الاجتماعية وإنشاء روتين يومي يشمل أنشطة خارجية وغير رقمية يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط العقلي ويعطي فرصة للتواصل الشخصي الحقيقي مع الآخرين خارج نطاق العالم الرقمي. بالإضافة لذلك، إدراك الفرق بين الحياة الواقعية والحياة الموجودة داخل الشاشة يساعد كذلك في تقليل احتمالية الوقوع تحت تأثير الصور المثالية المنتشرة بكثافة على وسائل الاعلام الاجتماعية والتي غالبا تم تصنعيتها لتكون هكذا!

لذا، بينما تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أدوات فعالة للإعلام، التعليم والتفاعل المجتمعي، إلا أنه يجب استخدامها بحذر لتحقيق توازن صحي بين العالم الفيزيائي والعالم الرقمي.


رندة المزابي

5 مدونة المشاركات

التعليقات