• صاحب المنشور: عبد المجيد السالمي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الرقمي الحديث، أصبح الأطفال والشباب أكثر عرضة للتأثيرات المتنوعة لتطور التكنولوجيا. يمكن لهذه الأدوات الحديثة أن توفر فرص التعلم والترفيه اللامتناهي ولكنها قد تثير أيضا مجموعة من المشكلات الصحية النفسية. هذا التحليل يستكشف الجوانب المختلفة للتأثير الذي تحدثه التكنولوجيا على صحة نفسية فئة الشباب هذه الحساسة.

الزيادة في وقت الشاشة والتأثيرات المحتملة:

التعرض المستمر لأجهزة الشاشات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والألعاب الإلكترونية يؤدي إلى زيادة ملحوظة في "وقت الشاشة". وفقا لدراسات متعددة، فإن الوقت الطويل أمام الشاشات يرتبط بمجموعة من المشاكل النفسية لدى الشباب. فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021 بأن استخدام الأجهزة الرقمية لفترات طويلة مرتبط بتزايد مستويات القلق والاكتئاب عند الأطفال والمراهقين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا النوع من الاستخدام أن يساهم في انخفاض نوعية النوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة والذي يعيق إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

العزلة الاجتماعية والعواقب الصحية:

رغم كون وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للشباب، إلا أنها تحمل المخاطر أيضاً. فالاعتماد الكبير عليها يتسبب غالباً بالعزلة الاجتماعية الحقيقية. تشير العديد من التقارير العلمية إلى ارتباط كبير بين الاستخدام المكثف للإنترنت ومشاعر الوحدة والانطواء. حتى عندما يبدو المستخدمون مشغولين عبر الإنترنت، يشعر الكثير منهم بالوحدة والحاجة إلى الاتصال الدافئ الشخصي. وبالتالي، يمكن أن تسهم مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الخدمات عبر الإنترنت في تفاقم حالات مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري.

التنمر عبر الإنترنت وتأثيراته الخطيرة:

لا يقتصر التهديد الصحي النفسي للأطفال والشباب على الجانب السلبي للاستخدام نفسه، بل يتضمن أيضاً التربية غير المناسبة أو الغياب عنها. التنمر عبر الإنترنت ("البولينج") هو شكل شائع ومتزايد من أشكال الانتهاكات التي تصيب الأفراد خصوصا الفتيات الصغيرات ممن هم معرضات لمزيد من المضايقات عبر الانترنت حسبما جاء مؤخراً وفقاً لتقرير صادر عن اليونسكو سنة ٢٠٢٠ . إن تعرض هؤلاء للأذى cybera buse ) ) له تأثيرات عميقة وطويلة المدى تتعلق بصحتِهماِ النفسيتَين ، حيثُ أنهُ قد يُعزّز الشعور بالإحباط والقنوط ويؤدِّى للمعاناة من اضطرابات صحية عقلانية كالاكتئاب والنوبات القلبية وخفض احترام الذات بالإضافة لإضعافه لحُسن تقدير الطفل لنفسه وللعلاقات مع الآخرين خارج نطاق العالم الافتراضي مما يدفع بهذه الفئات العمرية نحو المزيد من عزلتها وانغلاقها داخل عالم الواقع البديل المعروف باسم"