أزمة المناخ: تحديات التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر

ازدادت حدة الأزمة المناخية عالميًا بوتيرة متسارعة خلال العقود الأخيرة، حيث تعدّ ظاهرة الاحترار العالمي واحدة من أكثر العواقب خطورة لهذه الكارثة البيئي

  • صاحب المنشور: ثريا السهيلي

    ملخص النقاش:
    ازدادت حدة الأزمة المناخية عالميًا بوتيرة متسارعة خلال العقود الأخيرة، حيث تعدّ ظاهرة الاحترار العالمي واحدة من أكثر العواقب خطورة لهذه الكارثة البيئية. تشهد العديد من المناطق ساحلية حول العالم بالفعل آثارًا مباشرة لارتفاع مستويات مياه البحار والمحيطات بسبب ذوبان القمم الجليدية وانكماش الصفائح الثلجية القطبية الشمالية والجنوبية. هذا الوضع الراهن يفرض على الحكومات والشعوب اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيّف والتخفيف من هذه الآثار المحتملة المدمرة.

ترتبط عملية التكيُّف مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والحلول التقنية والبشرية التي تستهدف الحدِّ من الخسائر والأضرار الاقتصادية والبيئية الناجمة عن زيادة تدفق المياه المالحة نحو اليابسة. يُعتبر بناء جدران واقية وتحصينات بحرية أحد الأساليب الأكثر شيوعاً لمقاومة الفيضانات والسواحل المتآكلة بالتعرض المستمر للمياه. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تطوير نماذج إدارة موارد المياه المحلية واستخدام تقنيات الزراعة الحديثة مثل الهندسة الوراثية لتحسين أصناف محاصيل مقاومة للرواسب المالحة يعد جزءا أساسيا من استراتيجيات التكيف طويلة المدى.

في حين تُركز جهود التخفيف на едното الوقتِ بشكل رئيسي حول خفض الانبعاثات الكربونية عبر الطاقة المتجددة، إلا أنه ينبغي كذلك التركيز على دعم المجتمعات المحلية وتعزيز القدرات الفنية والإدارية لديها لاستيعاب تحديات العيش وسط بيئة تغيرت مجريات حياتها تغييرا جذريا نتيجة لتغير المناخ. يشمل ذلك توفير التعليم اللازم والموارد المالية والدعم السياسي لتطوير خطط طوارئ فعالة وإدارة المخاطر المرتبطة بانزلاقات الأرض والجفاف وغير ذلك مما قد يتسبب فيه ارتفاع نسب الأملاح في التربة والنباتات والأراضي الصالحة للزراعة.

إن مواجهة مخاطر تغير مناخنا تتطلب تحالف دولي قوي ومستدام بين الدول الغنية والدول النامية ذات المعاناة الأكبر، وذلك بهدف تحقيق هدف مشترك وهو ضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة وتحقيق التنمية المستدامة لكل الشعوب بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو حصتها التاريخية من المساهمة في تفاقم المشكلات البيئية العالمية. إن العمل بلا هوادة الآن لصنع سياسة عامة فعالة وكوّنة لحماية كوكبنا من عواقبه الحتمية أمر ضروري للغاية للحفاظ على سلامة وجود الإنسانية وحمايتها.


وهبي الكتاني

4 مدونة المشاركات

التعليقات