في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، بدل ما نستسلم للفزع ممكن نسلي نفسنا بممارسة أبسط الأنشطة الإنسانية، ألا وهي – لا مش اللي في دماغكم – حكي الحواديت والانخراط في المشاكل الوجودية والأسئلة الفلسفية.
النهاردة هنتكلم عن عرافة كوماي The Sibyl of Cumae.. https://t.co/ej6K1RheOV
اللي قرأ فيكم قصيدة "أرض الخراب" The Waste Land (1922) للشاعر توماس ستيرنز إليوت T. S. Eliot هيفتكر إنه ابتداها باقتباس من بترونيوس Petronius بيقول فيها:
"لقد رأيت بأم عيني عرافة كوماي معلقة في إناء زجاجي، وعندما سألها الأطفال: أيتها العرافة، ماذا تريدين؟.. أجابت: أريد الموت."
موت إيه وكوماي فين والست دي مين؟! نفرمل هنا شوية ونحكي الحدوتة من أولها.
وفقًا للأسطورة، كان فيه عرافة في مدينة كوماي معروفة بإخلاصها للمعبد وجمالها المبهر – كالعادة يعني! – وده خلى مين بقى يقع في حبها؟ الإله أبولو Apollo.
أبولو عرض على العرافة إنه يحقق لها أي أمنية هي عايزاها مقابل إنه ينام معاها (في الروايات المؤدبة من الأسطورة، مقابل إنها تحبه). العرافة قعدت تفكر لحد ما قالت لأبولو "خلاص يا عم هنام معاك بس في المقابل عايزاك تخليني أعيش سنين بعدد حبات الرمل اللي في أيدي دي"..
وراحت مسكت حفنة من الرمال في إيديها – كبشت شوية رملة من الأرض يعني – ووريتهم لأبولو. أبولو قال لها "بس كده؟ من عينيا يا ست البنات." وفعلاً حقق لها أمنيتها. يُقال إن عدد حبات الرمل اللي هي مسكتهم كان ألف فالبتالي عاشت ألف سنة.