الحكم الشرعي بالنسبة لنظر الرجل إلى امرأة مجاهرة بالتبرج واضح وصريح بناءً على القرآن والأحاديث النبوية. أولًا، النظر بقصد هو أمر ممنوع تمامًا كما ورد في آيات سورة النور "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم". حيث تؤكد هذه الآية على أهمية التحكم بالنظر لحماية النفس والكرامة البشرية.
ثانيًا، السنة النبوية توضح أيضًا خطورة الموضوع. فالحديث الذي رواه البخاري ومسلم يؤكد على ارتباط القلب والعين؛ عندما تغض العين تتحكم الشهوة، وعندما تنطلق تنطلق الشهوة. حتى النبي نفسه قد حول وجهه عندما رأى مجموعة من النساء يقتربن منه أثناء حجّه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الروايات التي تصنف النظر كتعبير عن المعصية، بما يشمل قول الرسول الكريم: "إن الله كتب على بني آدم حصتهم من الزنى"، مما يعني أن الذنب المحتوم سيحدث لكل شخص ولكن يمكن التخلص منه عبر الغض عن النظر عند رؤية الفتنة.
أما فيما يتعلق بالنظر غير المتعمد أو الفوري، فقد أكدت أحاديث أخرى مثل تلك المرتبطة بجرير وبريدة أن مجرد خاطرة خاطفة ليست ذات مشكلة طالما تم توجيه الانتباه بعيدا فور حدوثها. ومع ذلك، ثبت أن الاستمرار في التركيز مرة أخرى يعد خرقا للشريعة ويعتبر كمعصية شرعية.
وفي نهاية المطاف، يجب التأكيد على ضرورة فهم وتطبيق الحدود والمعايير الدقيقة لهذه القضايا الخاصة بالحجاب والاستقامة حسب التعاليم الإسلامية.