• صاحب المنشور: عبد الحسيب المهنا
  
  ملخص النقاش:
  لقد غيرت الثورة التكنولوجية الحديثة وجه الاقتصاد العالمي جذريًا، وأصبحت الأسواق الرقمية محركًا رئيسيًا للنمو. يشكل التحول نحو الاقتصاد الرقمي مجموعة معقدة من الفرص والتحديات التي تؤثر على جميع الأطراف المعنية - الحكومات والشركات والمستهلكين والأفراد العاملين. دعونا نقسم هذه التحولات إلى ثلاثة جوانب رئيسية: فرصة الابتكار، تحدي عدم المساواة الاجتماعية، والانتقال نحو مستقبل القوى العاملة.

فرصة الابتكار:

الاقتصاد الرقمي يوفر فرصاً هائلة لرواد الأعمال والباحثين عن الابتكارات الجديدة عبر الإنترنت. منصات التجارة الإلكترونية، الخدمات السحابية، وتطبيقات الهاتف المحمول كلها تشجع الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى أعمال ناجحة. بحسب تقرير حديث صادر عن "ماكينزي Gloabl"، يمكن لتطبيقات الهواتف الذكية وحدها توفير أكثر من 38 مليار دولار أمريكي سنويًا للاقتصاد الأمريكي خلال العقد المقبل. هذا النوع من الابتكار ليس فقط يعزز الاقتصاد ولكن أيضاً يخلق بيئة عمل جديدة ومثيرة للموظفين.

تحدي عدم المساواة الاجتماعية:

في المقابل، يأتي تحولنا نحو الاقتصاد الرقمي بتكاليف اجتماعية محتملة كبيرة. قد يؤدي الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية إلى زيادة الفجوة بين الغني والفقير بسبب محدودية الوصول للأدوات التكنولوجية والتعليم المناسب لها. كما أنه يمكن أن يتسبب في فقدان الوظائف حيث تتطور الآلات لتأخذ دور الإنسان في العديد من المهام الروتينية. وفقاً لدراسة نشرت عام 2019 بواسطة صندوق النقد الدولي، فإن حوالي 75٪ من الوظائف الحالية قد تتغير بشكل كبير أو تختفي كلياً نتيجة للتكنولوجيا الرقمية.

الانتقال نحو مستقبل القوى العاملة:

لتخفيف التأثيرات السلبية لهذه التحولات، هناك حاجة ماسة لتحسين المهارات البشرية وخلق فرص تعليمية جديدة تواكب متطلبات السوق الرقمي الجديد. يُشجع التعليم المهني والفني الطلاب على تعلم مهارات رقمية ضرورية مثل برمجة الكمبيوتر، البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية. بالإضافة لذلك، يجب تطوير سياسات حكومية تدعم إعادة تدريب العمال الذين فقدوا وظائفهم due to automation.

إن اقتصادنا الرقمي المتنامي يفتح أبواباً للإمكانيات اللامحدودة ولكنه أيضًا يحمل معه مخاطر عديدة إذا لم يتم التعامل معها بطريقة استراتيجية ومتعددة الجوانب. إن الجمع بين الاستثمار في رأس المال البشري والاستعداد للتغيير سيضمن لنا مجتمع مزدهر قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بكل ثقة واقتدار.