على الرغم من عدم وجود دليل شرعي مباشر يشير إلى تقليل أجر الصلاة إلى النصف لمن يصلون بدونه سترة أمامهم، فقد اعتبر بعض الفقهاء هذا نتيجة طبيعية للأحاديث التي تحث على استخدام السترة أثناء الصلاة وتحظر قطع الطريق عليها. فعندما يُصلى باتجاه شيء ثابت كالعمود مثلاً، فإن ذلك يساعد على تركيز المصلي ويقي من وسوسة الشيطان. وقد ذكر الإمام أحمد وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- أنه يجب منع الشخص الذي يريد المرور بين يدي المصلي؛ لأن فعلته هذه يمكن أنها تتسبب في مقاطعة صلاته والتسبب في خلل فيها.
في المقابل، اتفق علماء الدين جميعاً على قبول صحة أداء الصلاة بغض النظر عن وجود هذه السترة أم لا. ومع ذلك، أكدت العديد من الروايات مثل تلك التي نقلها البخاري ومسلم عن الصحابي سهل بن سعد الساعدي: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فلا يقربها"، تشدد أهمية اختيار مكان مناسب للصلاة حيث تكون خلفه حاجزٌ مانع للاقتراب منه ومقاطعة تواضعه وخاشعته خلال عبادة الله سبحانه وتعالى. وبالتالي، بينما تعتبر الصلاة قائمة ومتقبلة بشروطها الأخرى، يعتقد البعض بأن غياب الاسترتة يؤثر بشكل سلبي طفيف على مكافأة المتعبد.
وبناءً عليه، رغم اختلاف آراء المحققين حول مقدار التأثير الدقيق لهذا الغياب الواضح لاستخدام "الاسترتة"، تبقى الحقيقة الرئيسية هي ضرورة مراعاة الآثار المحتملة لهذه التصرفات أثناء مراحل مختلفة من الطقوس اليومية للمسلمين والتي تعد جزءاً أصيلاً من معتقدتهم.