- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:في عالم يتجه نحو التعددية القطبية بسرعة وبحث الدول عن طرق جديدة لتأمين مصالحها ومكانتها العالمية، ظهرت استراتيجية تتسم بالذكاء والاستباق. هذه الاستراتيجية التي تُعرف بتحالفات "القوى الناعمة"، حيث تقوم على استخدام الأدوات غير العسكرية مثل الثقافة والفن والرياضة والإعلام وغيرها لإحداث تأثير دولي فعال.
هذه التحالفات تعتمد أساساً على فكرة أن التأثير الدائم والمستدام يمكن تحقيقه عبر بناء العلاقات والتواصل الإنساني أكثر منها بالقوة الجسدية التقليدية أو الاقتصاد الكامل. هذا النهج يركز على تعزيز الصورة الإيجابية للبلد المعني بين شعوب العالم المختلفة، مما يعزز تقديرهم واحترامهم له.
مثال بارز على ذلك هو دور الرياضة كوسيلة للتواصل الدولي. العديد من البلدان تستثمر بكثافة في تطوير البنية الأساسية الرياضية وتنظيم الأحداث الدولية لكرة القدم وغيرها من الرياضات الشهيرة، ليستعرضوا قدرات بلدانهم وقدرات مواطنيها أمام جمهور واسع حول العالم. كذلك، فإن الفعاليات الفنية والثقافية تمثل أدوات فعالة لنشر الوعي والفكر الخاص بكل بلد.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الإعلام واحداً من أهم الأدوات المستخدمة في هذه التحالفات. نشر الأخبار والأفلام والبرامج التلفزيونية ذات جودة عالية يدفع الآخرين للاطلاع عليها ومن ثَمَّ التعرف على قيم وثقافات البلد المصدر لهذه الأعمال. كما يلعب التعليم دوراً حيوياً أيضاً؛ حيث يسعى الكثير من الحكومات إلى تأسيس جامعات وجامعات خاصة معترف بها عالميا لجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم.
لكن رغم كل مزايا هذه التحالفات، إلا أنه ينبغي التنبيه إلى ضرورة الحذر بشأن الجانب السلبي الذي يمكن أن يحدث نتيجة لها وهو فقدان بعض الشفافية والديمقراطية الداخلية بسبب تركيز السلطة الحكومية المركزية أكثر على المحاور الخارجية مقارنة بالحاجات الداخلية للمواطنين.
لذلك، بينما يبدو الأمر جذابا للغاية بالنسبة للدول الصغيرة الراغبة بمزيد من النفوذ الدولي، يجب الموازنة بعناية بين استراتيجيتها الداخلية والخارجية حتى تضمن تحقيق توازن مستقر ومتناغم لمصالحها.