يعاني عقل الشباب السوداني منذ عقود طويلة من سيطرة نمط التكرار والإجترار والخوف والقهر، فهو عقل دوغمائي سطحي لا يستطيع اتخاذ القرارات أو مواجهة التحديات المعرفية. فبين العقل الحر والإرادة كيمياء ورغبة تفاعلية يستجيب العقل لها ويأتي النجاح بالعمل والجهد والتفكير.
لان مجتمعنا ينبذ المختلف ، لازم نكون نسخه من بعض لازم نسلم عقولنا لغيرنا ونتبع افكارهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم، الانسان في المجتمع السوداني إتولد عشان يكون تابع فقط لا غير. !
ليس غريباً أن تفشل دولة كالسودان في التقدم والتطور ، طالما أن الأنظمة تحارب الإبداع وتقمع الحريات وتنادي بالسكون و الصمت وتدعم ثقافة الخوف والتلقين والفساد.
ثقافة الإختلاف وقبول التنوع وحرية الرأي والتعبير والإعتقاد، جميعها آليات لا وجود لها في مجتمعنا السوداني، وبالتالي لا يمكن أن نزعم بأننا شعوب ديمقراطية لأننا إلى اليوم نجهل الديمقراطية بمضمونها ونخشى تأسيسها في حياتنا الاجتماعية.
في وطني السودان تتأثر قيمة الفرد بمدى روابطه الدينية والقبلية والطائفية أكثر من دوره المعرفي وقدرته العقلانية وتفوقه العلمي، وهو ما يمثل حجر عثرة أمام التقدم للأمام ،الذي يتطلب إعلاء قيم المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص على الهويات الفرعية.