في الإسلام، العبادة ليست عبئاً أو شقاء يجب الإفلات منه، بل إنها وسيلة للحب والمعرفة المتزايدة للخالق عز وجل. فالعبادات مثل الصيام والصلاة ليست مجرد واجبات روتينية؛ إنها تعكس حالة قلبية تتسم بالحضور الروحي والشوق إلى الله سبحانه وتعالى.
ببساطة، المسلمين الذين لديهم حب صادقة نحو ربهم ليس لديهم حاجة للاستراحات خلال أداء هذه الفرائض الدينية. فهي فرصة للتقرّب أكثر من الرب وحصول على البركات والأجر الكبير. كما جاء في حديث نبوي: "تفعلان هذا مع علمكما بأن الله قد غفر لكما؟"، فأجاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "أفلا أكون عبداً شكورًا".
هذه العبادات هي شكل من أشكال الشكر والتقدير لعبادة تستحق كل الثناء والمحبة بلا حدود. هكذا يفسر العالم والداعية الشهير ابن القيم الرحمة بإخلاص عندما يقول إن القلوب التي تحب الله بطريقة كاملة ستجد دائمًا متعة ودافع قوي لأداء المزيد من الطاعات.
إذن، هدف العبادة ليس فقط تنفيذ الأوامر الدينية، وإنما تحقيق حالة نفسية أقرب إلى قرب الخضوع والإقرار بحقيقة الذات مقابل عظمتك المقدسة. إنه تمثل أعلى درجات الخدمة والامتنان تجاه الخالق الواحد القدوس.
