- صاحب المنشور: زاكري القبائلي
ملخص النقاش:أحدثت جائحة كوفيد-19 تحولا غير مسبوق في المشهد الاقتصادي العالمي. حيث أدى الوباء إلى توقف اقتصادات كاملة وتسببت بمجموعة واسعة من التحديات التي أثرت مباشرة على الأسواق المالية العالمية والتجارة الدولية والاستثمار والإنتاج الصناعي والخدمات. هذه الأزمة الصحية فرضت استجابة عالمية غير مسبوقة، مما سلط الضوء على نقاط الضعف في الأنظمة الاقتصادية المترابطة حول العالم.
التأثيرات قصيرة وطويلة المدى
في البداية، أدت القيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس مثل الحجر الصحي وإغلاق الأعمال التجارية إلى تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي. فقد انخفض الطلب الاستهلاكي وانكمشت التجارة الدولية بسبب الإجراءات الوقائية. كما تأثرت قطاعات محددة بصورة أكبر، خاصة تلك التي تعتمد بشدة على الاتصال الشخصي كالضيافة والسفر والسياحة بالإضافة لصناعات الثقافة الترفيهية. وقد واجه العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة مشاكل مالية ناجمة عن نقص التدفقات النقدية وفقدان إيراداتها.
رد الفعل الحكومي والمالي
للتخفيف من حدّة الآثار الاقتصادية لهذا الجائحة، قامت الحكومات بتنفيذ حزم تحفيز مالي ضخمة تضمنت دعم رواتب العاملين والحفاظ على وظائفهم تقديم قروض وضمانات للشركات المحتاجة بالإضافة للتدابير الرامية لدعم القطاعات الأكثر تضرراً كالسياحة مثلاً. كما اتخذ البنك المركزي إجراءات لزيادة المعروض النقدي وخفض أسعار الفائدة لحماية النظام المصرفي وتعزيز الثقة السوقية.
عدم المساواة الاجتماعية والتوزيع الغير عادل للموارد
على الرغم مما بذلته الحكومة من جهود لإسناد الأفراد والشركات خلال فترة الوباء إلا أنه قد ظهرت فوارق اجتماعية جديدة نتيجة لهذا الوضع الجديد. إذ حصل البعض على مزايا أكثر مقارنة بأصحاب الدخل المنخفض الذين يجدون صعوبة بالحفاظ على مستوى معيشتهم السابق نظراً لتدني فرص العمل لديهم وضعف قدرتها على الوصول لمختلف أشكال المساعدة المقدمة. هذا الأمر يؤشر إلى حاجتنا لمراجعة السياسات الحكومية الخاصة بالضمان الاجتماعي والتخطيط المستقبل لاستدامة المجتمع.
الانتقال نحو الرقمنة واستخدام التقنية الحديثة
من ناحية أخرى، كان لفترة كورونا تأثير محفز للتحول الرقمي وأتمتة العمليات المختلفة داخل المؤسسات المختلفة عبر العالم. فعلى سبيل المثال، انتقلت الكثير من الوظائف والإدارة الجامعية وغيرها من المجالات الأخرى عبر الإنترنت بكفاءة عالية مستخدمة الأدوات الذكية والأجهزة الذكية الجديدة والتي سهّلت سير الحياة اليومية واستمراريتها حتى أثناء فترات الانقطاع والعزل العام الناجمة عن الجائحة.
الاستنتاج
خلاصة القول بأن جائحة كوفيد-19 تركت بصماته الواضحة على جميع جوانب حياة البشر وعلى رأسها الجانب الاقتصادي؛ فهي تساهم في إعادة تشكيل طرق إنتاج وثراء مجتمعاتنا بطريقة تدفع باتجاه المزيد من الاعتماد على التحول الإلكتروني وتغيّر نظرة الناس تجاه أهمية الصحة العامة والدور الذي تقوم به الدول للحفاظ عليها ضمن بيئة مستقرة ومتوازنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.