- صاحب المنشور: ميار بن الطيب
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات تكنولوجية هائلة أثرت بشكل غير مسبوق على جوانب الحياة المختلفة. المملكة العربية السعودية ليست استثناءً لهذه التغيرات العالمية؛ حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية جزءًا رئيسيًا من حياة الكثير من المواطنين والمقيمين. هذه الورقة البحثية تهدف إلى فحص وتقييم مدى التأثير الذي تركته التطورات التكنولوجية الحديثة على القيم والعادات الاجتماعية التقليدية داخل المجتمع السعودي.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي للتكنولوجيا
أولاً، أدى انتشار الإنترنت وشبكات الجوال إلى خلق فرص جديدة للاقتصاد السعودي. العديد من الخدمات الحكومية باتت متاحة عبر المنصات الإلكترونية مما يسهل الوصول إليها ويقلل الوقت والجهد المطلوب للحصول عليها. كما سهلت الشركات الصغيرة والمتوسطة العمل عن بعد واستخدام الأدوات التكنولوجية لتحسين إنتاجيتها وكفاءتها التشغيلية. ولكن، قد يحدث أيضًا تنافر بين القوى العاملة الجديدة التي تتطلب مهارات رقمية وقديمة المهارات اليدوية المتعارف عليها تاريخياً والتي تعتبر أساسيات في بعض القطاعات المحلية كالبناء والحرف التقليدية.
الفجوة الثقافية والأثر على القيم العائلية
من الجانب الآخر، يمكننا رؤية تغييرات واضحة في طريقة التعامل اليومي للأفراد مع عائلاتهم بسبب استخدام الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية لمدة طويلة خلال اليوم الواحد. هناك مخاوف متزايدة حول انخفاض وقت التواصل الشخصي وجهًا لوجه وانعزال أفراد الأسرة داخل بيوتهم أمام شاشات الكمبيوتر أو الهاتف المحمول طيلة النهار. هذا بالإضافة لتغير قواعد التربية العائلية نتيجة للتعرض المستمر للمحتوى عبر الانترنت والذي يتباين اختلافًا كبيرًا ثقافيًا واجتماعيًا مقارنة بالمبادئ والقوانين الدينية والثقافية المحلية.
تأثير التكنولوجيا على التعليم والشباب
لا شك بأن التعليم أصبح أكثر سهولة ومتاحًا بكثير من ذي قبل بفضل البرمجيات التعليمية وقنوات اليوتيوب ومواقع التدريس الافتراضية. ولكن هل يعني ذلك حتما أنه أفضل؟ ربما يعاني البعض من ضعف التركيز والإنتاج أثناء الدراسة باستخدام الوسائط المرئية بدون وجود رقابة فعلية عليهم بعكس الفصل الدراسي التقليدي حيث يلعب المعلم دور الحافز الحقيقي وبنية الثواب والعقاب الطبيعية الطبيعية لهؤلاء الطلاب. أما بالنسبة للشباب، فإن مستخدمي الشبكات الاجتماعية يشكلون غالبية مستخدمي الإنترنت حاليا بالسعودية وفق احصاءاتي وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وذلك بحصة تقدر بنسبة %76 منهم . وهناك تساؤلات جديرة بالتوقف عندها وهي : كيف تؤثر جاهزيه الشباب لاستقبال المعلومة ، وفهمه لها ، وقدراته علي نقل الأفكار والمعلومات لأقرانه ؟ وما هي المضامين التي تستقطب اهتمام هذا الجمهور الجديد الأكثر عرض للاستهداف الإعلاني والدعاية السياسية بوسائل مختلفة؟
هذه النقاط تشكل نقاشا عميقاً حول تأثيرات التطور الحديث للتكنولوجياعلي مجتمعنا السعودي الأصيل وتفاعله مع البيئة الرقمية تغييرا جذريا لمفهوم العلاقات المجتمعية وأساليب حياتنا بشكل عام سواء كانت تلك التغيرات سلبيّة