• صاحب المنشور: أروى الزوبيري
  
  ملخص النقاش:
  

  مع استمرار العالم في مواجهة تحديات غير مسبوقة مثل تغير المناخ، الحروب والصراعات الإقليمية، والركود الاقتصادي العالمي، تبرز قضية الأمن الغذائي كواحدة من أكثر القضايا ملحة وتشاؤمية. تشير البيانات الصادرة مؤخراً إلى وجود زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع حول العالم، وهو اتجاه مقلق يسلط الضوء على ضرورة معالجة هذه المشكلة بشكل عاجل.

أزمة الغذاء العالمية ليست مجرد ظاهرة قصيرة الأمد؛ إنها نتيجة لتداخل عوامل تاريخية واجتماعية واقتصادية متعددة الأوجه. أولاً، يلعب تغير المناخ دوراً حاسماً في تقليل توافر المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف الشديد والأمطار الغزيرة وغير المنتظمة التي تهلك المحاصيل. ثانياً، تلعب الصراعات السياسية والعسكرية دورها السلبي من خلال تعطيل سلاسل التوريد والاستقرار الاجتماعي اللازمين للإنتاج والتوزيع الفعال للغذاء.

جذور الأزمة

1. الحروب والصراعات:

• الحرب في سوريا بين عامي 2011 وحتى الآن أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص واضطروا إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية لسد احتياجاتهم الأساسية.
• الحرب في اليمن أيضاً أثرت تأثيراً عميقاً حيث تعاني البلاد حالياً من واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث وفقا للأمم المتحدة.

2. انعدام الاستقرار السياسي:

• في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، عدم الاستقرار السياسي وعدم القدرة على تحقيق الأمن الغذائي البيولوجي يؤديان إلى ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
• كما شهدنا انهيار النظام في فنزويلا مما سبب نقصًا خطيرا في المواد الغذائية والدواء.

3. تغيّر المناخ:

• ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى جفاف مستنقعات الأرز الرئيسية في الهند وبنغلاديش والتي تعتبر مصدر رزق رئيسي لملايين الناس.
• وفي أمريكا الجنوبية, دفعت موجات الحر الطويلة الزراعة التقليدية إلى الهامش وأدت إلى خسائر اقتصادية ضخمة للمزارعين الصغيرة.

حلول محتملة

لمواجهة هذا الوضع الخطير، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها:

1. تعزيز البنية التحتية للزراعة المستدامة: يتطلب ذلك الاستثمار الكبير في البحث العلمي للتكيف مع الظروف المناخية الجديدة وتعزيز تقنيات جديدة لحفظ المياه وتحسين إنتاجيتها.
2. دعم المجتمعات الريفية والحضرية الفقيرة: يتضمن ذلك تقديم الدعم الحكومي المباشر والميسّر للمساعدة الذاتية بالإضافة إلى التعليم حول الزراعة المدعومة والممارسات الحديثة لإدارة التربة للحفاظ عليها.
3. التعاون الدولي: يشمل تبادل الخبرات والمعرفة بشأن