إذا جلس المسلم للتشهد الأخير أثناء صلاته ونسي لفظ التشهد نفسه، فهذه قضية تتطلب التوضيح وفقاً للشريعة الإسلامية. أولاً، يجب العلم بأن التشهد الأخير والجلوس له يعدّان ركنين أساسيين من أركان الصلاة، مما يعني أنه بدونهما لا تكون الصلاة صحيحة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان الرجل يخفي إيمانه حتى يصلي مع القوم"، موضحاً بذلك أهمية هذه اللحظة في نهاية كل صلاة.
يقرر الفقهاء المسلمين أن النسيان ليس سبباً لإسقاط الأركان الأساسية مثل التشهد الثاني. وبالتالي، إذا نسي المرء تشهده الأخير واستمر في التسليم، فعليه إعادة جلوساته والتشهّد ثم التسليم مجدداً. ومن الضروري التنويه هنا بأن مدة الفاصل بين خطوات التصحيح مهمة؛ إذ إن طول الفترة قد يستدعي تكرار الصلاة بأكملها بدلاً من مجرد إعادة الجزء الناقص منها.
وفي جميع الأحوال، ينبغي للمسلم الذي نسي جزءاً رئيسياً من تشهداته الأخيرة أن يبادر بالإعادة فور إدراكه لهذه الخطوة المهملة. وفي حال تطاول الزمن بشكل كبير منذ انتهائه الأصلي، فقد توصيه بعض الفتاوى الشريفة بتقديم سجدتي السهو عقب الانتهاء الجديد للتخفيف من حدّة سوء الفهم المحتملة حول نواياه تجاه الطقوس التعبدية المطلوبة. توكلنا على الله تعالى فهو الهادي والموفق لكل خير.