- صاحب المنشور: تقي الدين بن شريف
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها كوكبنا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، يبرز موضوع التأثير السلبي لهذه الظروف الجوية المتطرفة على الأمن الغذائي واقتصاده العالمية. هذا الموضوع الحساس يتطلب اهتمامًا عاجلًا ومتعدد الأوجه.
تعد الزراعة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، حيث توفر الغذاء الأساسي لنصف سكان العالم تقريبًا. ومع ذلك، فإن آثار تغير المناخ مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات غير المسبوقة تشكل تهديدًا مباشرًا لإنتاج المحاصيل الغذائية الرئيسية.
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة حول الزراعة والتغذية الصادر عام 2021، قد يؤدي تزايد ندرة المياه وانقطاع التيار الكهرباء الناجمة عن الطقس القاسي إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية بنسبة تتجاوز 30% بحلول العام 2050 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة.
التأثيرات المباشرة:
- انخفاض إنتاج المحاصيل: تعتمد العديد من البلدان المتضررة بالفعل من الفقر والحروب على مساعدات غذائية خارجية؛ لذا فإن أي خفض محتمل للإنتاج المحلي سيجعلها أكثر عرضة للجوع وبالتالي تفاقم عدم الاستقرار السياسي والأمني داخل تلك المناطق.
- زيادة الأسعار العالمية للطعام: مع نقص العرض نتيجة انخفاض غلات المحاصيل، سترتفع الأسعار عالمياً مما يعرض ملايين الأشخاص الذين يكافحون أصلاً مقابل لقمة العيش لخطر براثن الجوع والمجاعة.
- انتشار الآفات والأمراض النباتية: تساهم تغيرات المناخ أيضاً بتغيير مواسم نمو بعض أنواع الحشرات والفطريات الضارة بالنباتات. وهذا يعني انتشار سريع للأوبئة عبر حدود الدولة الواحدة وخارجها، وهو أمر يصعب مكافحتها حاليا نظراً لانعدام شبكات الرصد والاستجابة الكافية في كثير من الدول النامية.
المزيد من الدراسات العلمية تؤكد ضرورة العمل المشترك بين الحكومات والشركات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني للتكيف مع هذه التحديات الجديدة.
حلول ممكنة:
- الاستثمار في البحوث وتطوير الأصناف الزراعية المقاومة للمتغيرات البيئية.
- **تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة مثل زراعة الدفيئات والقنوات المُرشدة للنظام الريّ هكذا حتى لا يحصل تجاوز أو فقدان كبير له ضمن عملية ري الأرض الزراعية وهذه طريقة معروفة ومتعارف عليها لدى الكثير من الدول العربية والإفريقية خاصة.
- **إنشاء نظام إنذار مبكر فعال لرصد المؤشرات المبكرة للتوتر الكبير الذي تواجهه الزراعة وكيف يمكن التعامل معه قبل الوصول لأزمة حقيقية .
- دعم الشباب للعمل في القطاعات المرتبطة بالزراعة وثقافة التربة وصحة الأشجار والنباتات وتحسين جودة الارض الصحراوية بهدف زيادة خصوبة اراضيهم وبالتالي رفع مستوى انتاجيتهم وكذلك تعليمهم كيفية تحويل منتجاتهم الى مواد قابلة للاستخدام التجاري وغيرها.
- تشجيع البرامج الخيرية والمحلية لدعم متناهي الصغر للمزارعين الصغار للحفاظ على مصدر رزقهم الوحيد ومعاونتهم باستعادة قدرتهم الانتاجية بعد تعرض محصولهم الرئيسي لأحداث طبيعية قاسية.
في النهاية، يبقى الأمر الأكثر