- صاحب المنشور: لينا القروي

ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة الخليجية تحولاً كبيراً نحو التحول الرقمي، مما أحدث تغييرات جذرية في مختلف القطاعات الاقتصادية. هذا الانتقال ليس مجرد تحديث تكنولوجي؛ بل هو عملية معقدة تتطلب دراسة متأنية للفرص والثغرات التي يمكن أن يوفرها أو يشكلها العالم الرقمي الجديد. بينما توفر التكنولوجيا حلاً لتوفير الوقت وتكاليف التشغيل وتحسين الكفاءة، فإنها أيضاً تشكل تحديات جديدة تحتاج إلى معالجة مستمرة. ### الفرص المتاحة 1. **اقتصاد المعرفة**: يُعدّ التحول الرقمي أحد العوامل الرئيسية لتطوير اقتصاد المعرفة. فهو يتيح الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر، ويؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل والإبداع والابتكار. العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية في الدول الخليجية بدأت بالفعل الاستثمار في تطوير مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة لتعزيز قدراتها التنافسية العالمية. 2. **التجارة الإلكترونية**: حققت التجارة الإلكترونية نمواً هائلاً خلال جائحة كوفيد-19 حيث أصبح العملاء أكثر اعتمادا عليها للشراء عبر الإنترنت. وقد أدى ذلك إلى خلق فرص جديدة للأعمال المحلية والدولية على حد سواء للتوسع والاستفادة من الأسواق عبر الحدود الوطنية. بالإضافة لذلك، سهلت المنصات الرقمية التعاملات التجارية بين الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والشركاء المحتملين حول العالم. 3. **الحكومة الإلكترونية**: ساهمت الخدمات الحكومية المقدمة رقميًا بتبسيط الإجراءات البيروقراطية وتعزيز الشفافية والحوكمة الفعالة. فمثلا، تتيح خدمات المواطنين الرقمية للمقيمين إجراء معاملات رسمية بدون الحاجة لحضور شخصي لمكاتب الحكومة التقليدية، وبالتالي توفير وقت وجهد كبير لهؤلاء الأشخاص. ### التحديات التي تواجه التحول الرقمي 1. **الأمان السيبراني**: يعد الأمن السيبراني أحد أهم المخاطر المرتبطة بالتحول الرقمي. العواقب الوخيمة لجرائم السايبر يمكن أن تكون كارثية بالنسبة لأمن الدولة وأصولها المالية والعلمانية وعلاقاتها الدولية أيضا. ولذلك يجب وضع استراتيجيات فعالة للحماية ضد الاختراقات والبرامج الضارة الأخرى التي تستهدف البيانات الحساسة الخاصة بالأفراد والشركات والجهات الرسمية كافة. 2. **ضباب اليقين المؤسسي**: رغم التقدم الكبير الذي تحقق حتى الآن، لا زلت هناك كثيرٌ ممن يعانون من عدم الثقة بالتطبيقات الجديدة وانتشار الأفكار القديمة فيما يتعلق باستغلال هذه التكنولوجيا الحديثة بكفاءة عالية. وهذا يحتم ضرورة وجود خطط طموحة لبناء القدرات البشرية وتدريب القوى العاملة لإعدادهم لمستقبل يسمو بمفهوم "العمل عن بعد" ويتماشى معه تمام الانسجام. 3. **الفوارق الاجتماعية الرقمية**: ينطوي التحول الرقمي أيضًا ضمن مخاطر تفاقم الفجوة الاجتماعية عند اختزال المجتمع بأكمله -أو جزء منه- خارج نطاق شبكة الاتصالات الواسع النطاق بسبب ارتفاع تكلفة البنية الأساسية اللازمة لها في المناطق ذات الدخل المنخفض مقارنة بالمناطق الثرية والأكثر تقدما تقنيا والتي تتمتع بإمكانيات أفضل لتحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية نتيجة لهذا السياق. وهنا يأتي دور الجهود الحكومية المشتركة داخل دول المجلس لدعم عمليات الربط الشبكي لهذه المناطق المهمشة وتمكين مواطنيها المساهمين الرئيسيين في أي قصة نجاح محتملة للدولة الخليجية عموما. 4. **دور الموارد الطبيعية التقليدية مقابل الثروات الجديدة**: أخيرا وليس آخرا، ستكون هنالك حاجة مستدامة لاستمرار مساهمة قطاع النفط والغاز في دعم الاقتصاد الوطني جنبا إلي جنب مع التنويع المستند علي موارد الطاقة البديلة واستخداماتها الجانبية الناشئة حديثا كالبتروكيماويات والصناعة الثقيلة وغيرهما الكثير والتي تعد بمثابة رأس مال جديد يستحق الإنفاق عليه وفق رؤية مدروسة بعناية وفق الآليات القانونية المناسبة لتحقيق أعلى عائد اقتصادي واجتماعي ممكن قياسا لما بذلته الأجيال الأولى من أبناء الوطن الغالي تجاه قضيتنا جميعا وهي كيفية إحداث نقلة نوعية للسعوديين