التدرج العمري ومستقبل سوق العمل: تحديات وتوقعات للأجيال القادمة

في عالم يتسارع فيه التغيير التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، يواجه الأجيال الشابة تحديات فريدة فيما يتعلق بسوق العمل. هذا التحول الرقمي العميق يؤثر على ال

  • صاحب المنشور: الفاسي الغزواني

    ملخص النقاش:
    في عالم يتسارع فيه التغيير التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، يواجه الأجيال الشابة تحديات فريدة فيما يتعلق بسوق العمل. هذا التحول الرقمي العميق يؤثر على الطرق التقليدية للعمل والتعليم، مما يفرض حاجة ملحة لتحديث المهارات وإعادة النظر في الاستراتيجيات التي تواكب هذه التغيرات. سنستعرض هنا كيفية تأثر كل جيل بالتحديات الناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة وكيف يمكن تكييفهم مع متطلبات فرص العمل المستقبلية.

الجيل Z (الألفية الجديدة):

يمتد عمر أفراد هذا الجيل غالبًا بين عامي 1997 إلى 2012 تقريبًا. هم اولئك الذين نشأوا وسط العالم الرقمي، حيث تُعتبر الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية منذ سن مبكرة. يتميز هؤلاء الشباب بحبهم للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وتعاطفهم البيئي واهتمامهم بالقضايا المجتمعية. لكن، كما هو الحال مع أي انتقال تكنولوجي كبير، هناك بعض العقبات الواضحة أمامهم.

أولاً، قد تكون لديهم صعوبات تتعلق بالاستمرارية الوظيفية بسبب رغبتهم الدائمة للمغامرة والتطور. إن طبيعة مجتمعنا المتغير بسرعة تعني أنه حتى الجامعات والمؤسسات التعليمية نفسها تمر بتحولات كبيرة. وهذا يعني ضرورة حصول طلاب اليوم على دورات تدريبية مستمرة طوال حياتهم العملية وليس مجرد فترة محدودة أثناء مرحلة الدراسة الأولى. بالإضافة لذلك، فإن التعامل مع المعلومات الكبيرة والمعقدة يشكل تحدياً آخر؛ إذ تحتاج العديد من وظائف القرن الحادي والعشرين لمشاركة وتحليل كم هائل من البيانات بكفاءة عالية.

جيل X (جيل الشباب الحالي):

يتكون هذا الجيل عادة من الأشخاص الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية ولكن قبل بداية التسعينات. لقد عاشوا تغيراً كبيراً في طريقة أداء الأعمال التجارية وبداية ظهور التقنيات الحديثة مثل الكمبيوتر الشخصي وإنترنت المبكر. فهم يستطيعون الاندماج بين القدرات اليدوية والجسدية والإلكترونية بسهولة نسبيًا مقارنة بالأطفال حديثو الولادة الذين تربوا مباشرة ضمن بيئة رقمية دائمة المعرفة. رغم ذلك، إلا أن تحول مهارات عمل الماضي نحو المستقبل يعد مهمة صعبة بالنسبة لهم كذلك.

معظم أعضاء جيل إكس يعملون الآن في المناصب الإدارية أو الإشرافية الوسطى داخل شركات ذات توجهات تقليدية أكثر نسبياً مقارنة بأقرانهم الأصغر عمراً ممن ينتمون لـ"جيل زد". وهذه الفرصة تعطيه القدرة لإعادة اختراع نفسه والاستعداد للاحتلال الجديد الذي سيصبح عليه مكان عمله قريباً - وهو أمر مطلوب بشدة حاليا للحفاظ على الروح العاملة وانتاجيتها خاصة وأن معظم وظائفه القديمة آلية وستُحل محل موظفين ذوي خبرات أقل وأقل تكلفة. لهذا الغرض، فإنه يجب


أسيل بن عاشور

3 مدونة المشاركات

التعليقات