مرحبًا بك! قد تتساءل عما إذا كانت إجراءات مثل تنظير المعدة تؤثر على صحة الصيام أثناء شهر رمضان الكريم. دعنا نوضح الأمر بطريقة واضحة ومبسطة.
تنظير المعدة هو إجراء طبي يقوم فيه الطبيب بإدخال منظار رفيع مرن عبر الفم والمريء للوصول إلى المعدة لأغراض تشخيصية أو علاجية مختلفة. ولكن، كيف يؤثر هذا الإجراء على الصيام وفقًا للشريعة الإسلامية؟
وفقًا للفقهاء المسلمين، هناك آراء متعددة حول تأثير تنظير المعدة على الصيام. البعض يقول إنه يشبه الأكل أو الشرب، وبالتالي يمكن أن يفطر الصائم بسبب وصول المحتويات إلى معدته. بينما ذهب آخرون إلى أنها ليست بالضرورة مشابة للأكل أو الشرب وليست مفسدة للصوم طالما لم يتم تناول أي غذاء أو سوائل داخل المعدة خلال الإجراء.
لكن يجب الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة لهذا الموضوع. إذا تم استخدام بعض المواد الدهنية أو المحاليل الأخرى لمساعدة المنظار على المرور بسلاسة، فقد تصبح تلك المواد الغذائية التي تدخل المعدة وإذا امتصها الجسم فهي ستعتبر كمأكول وشروب وتؤدي إلى تفطير الصائم حسب معظم الفقهاء. كما أكدت مجالس علمية وفقهية معتمدة أن مجرد وجود المنظار بدون هذه الضمادات الخارجية لا يعيب الصيام.
وفي النهاية، أفضل رأي هو تأويل شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول "لا يفطر إلا بنقل الغذاء"، مما يعني أنه لا يوجد إفطار إلا عندما تنقل محتويات غذائية للمعدة - وليس فقط عند وضع جسم غريب مثل المنظار نفسه-.
خلاصة القول هي: نظرا لان المنظار وحده لا يعد أشبه بالأكلة أو المشروب ولعدم تحليله لجسم الصائم بشكل مباشر وغير ضروري, إذن فهو لا يكسر حرمة الصوم طالما أنه لا يشمل إضافة أطعمة خارجية إليه أثناء التشغيل الطبي . ومع ذلك ، فان إضافة اي مادة قابلة للاستعمال من قبل الانسان داخل الجسد مباشرة تخالف قاعدة عامة وهي انه بمجرد انتقال الطعام او الماء الى المعدة فهذه تعد حالة افطار شرعية. لذلك فالاحتراز هنا مهم خاصة لمن يريدون المحافظة الدقيقة لشروط صيامهم. نسأل الله الصحة والعافية للجميع وأن يقبل أعمالنا.
